Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 21-23)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ } والينابيع العيون . { ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أََلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً } كقوله : { إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَآءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ } … إلى آخر الآية [ يونس : 24 ] . قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأِوْلِي الأَلْبَابِ } أي : لذوي العقول ، وهم المؤمنون ، يتذكّرون فيعلمون أن ما في الدنيا ذاهب . قال : { أََفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ } أي : وسّع . كقوله : { فَمَن يُّرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ } [ الأنعام : 125 ] قال : { فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ } أي : ذلك النور في قلبه . { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ } أي الغليظة { مِّن ذِكْرِ اللهِ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي : عن الهدى . أي : إن الذي شرح الله صدره للهدى فهو على نور من ربه ، ليس كالقاسي قلبه ، يعني المشرك ، الذي هو في ضلال مبين ، أي عن الهدى ، أي بيّن الضلالة . وهذا على الاستفهام ، يقول : هل يستويان ، أي : إنهما لا يستويان . قوله : { اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ } يعني القرآن { كِتَاباً مُّتَشَابِهاً } أي : يشبه بعضه بعضاً في نوره وعدله وصدقه { مَّثَانِيَ } أي يثني الله فيه القصص أي : يذكر الجنة في هذه الصورة ، ثم يذكرها في غيرها من السور . وهذا تفسير الحسن . وقال بعضهم : يذكر الآية في هذه السورة ثم يذكرها في الأخرى . { تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } أي : إذا ذكروا وعيد الله وما أعدّ . قال : { ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ } أي : إذا ذكروا أعمالهم الصالحات لانت جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ، أي إلى وعد الله الذي وعدهم . قال : { ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } أي : يهديه .