Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 4-6)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَّوْ أَرَادَ اللهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَى } أي لاختار { مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ سُبْحَانَهُ } ينزّه نفسه أن يكون له ولد { هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ القَهَّارُ } الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك . والقهار الذي قهر العباد بالموت وبما شاء من أمره . { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ } أي : للبعث والحساب والجنة والنار . { يُكَوِّرُ الَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى الَّيْلِ } أي : يختلفون . وبعضهم يقول : هو مثل قوله : { يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ } [ الحديد : 6 ] ، يعني أخذ كل واحد منهما من صاحبه . { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأِجَلٍ مُّسَمًّى } أي : إلى يوم القيامة . { أَلاَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } العزيز في أمره ، الغفار لمن تاب وآمن . قال : { خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } يعني آدم { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } يعني حواء ، خلقت من ضلع من أضلاعه ، وهي القصيرى من جنبه الأيسر . ذكروا عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المرأة خلقت من ضلع أعوج ، وإنك إن ترد أن تقيمها تكسرها ، فدارها تعش بها . { وَأَنزَلَ لَكُم } أي : وخلق لكم { مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } أي : أصناف الواحد منها زوج . ذكروا عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال : الأزواج الثمانية التي ذكرت في سورة الأنعام : { مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ } يعني الذكر والأنثى . { وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ } { وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ } [ الأنعام : 143 - 144 ] . { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ } [ يعني نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم يكسى العظم اللحم ثم الشعر ثم ينفخ فيه الروح ] { فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ } أي : البطن والمشيمة والرحم . قال : { ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } خالق هذه الأشياء التي وصفهن ؛ من قوله : { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ } إلى هذا الموضع : { لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } { فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } أي : فكيف تصرفون عقولكم . أي : أين يذهب بكم فتعبدون غيره وأنتم تعلمون أنه خلقكم وخلق هذه الأشياء . وتصرفون عقولكم وتصدقون وتوفكون واحد .