Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 54-56)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ } قال الحسن : هم اليهود يحسدون محمداً وأصحابه على ما آتاهم الله من فضله في الدين . قال الكلبي : الناس في هذه الآية محمد عليه السلام . قالت اليهود : انظروا إلى هذا الذي لا يشبع من الطعام . ولا والله ما له همٌّ إلا النساء ؛ حسدوه لكثرة نسائه وعابوه بذلك ، وقالوا : لو كان نبياً ما رغب في كثرة النساء . فأكذبهم الله فقال : { فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } يعني النبوة { وَءَاتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً } فسليمان بن داود من آل إبراهيم ؛ وقد كان عند سليمان ألف امرأة ، وعند داود مائة ، فكيف يحسدونك يا محمد على تسع نسوة . وقال الحسن : { وَءَاتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً } ، ملك النبوّة . قوله : { فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ بِهِ } أي بما أتاهم الله من النبوة والإِسلام . { وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ } قال مجاهد : فمنهم من آمن به ، أي : بما أنزل على محمد ، ومنهم من صدَّ عنه . قال : { وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً } أي لمن صدَّ عنه . وتأويل صدّ عنه : جحدوه . قوله : { إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا } أي : كلما احترقت جلودهم جدد الله لهم جلوداً أخرى . قال : { لِيَذُوقُوا العَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً } . أي عزيزاً في نقمته ، حكيماً في أمره . قال بعضهم : تأكل كل شيء حتى تنتهي إلى الفؤاد ، فينضج الفؤاد ، فلا يريد الله أن تأكل أفئدتهم ؛ فإذا لم تجد شيئاً تتعلق به منهم خبت ، وخبّوها : سكونها . ثم يعادون خلقاً جديداً ؛ فتأكلهم كلما أعيد خلقهم .