Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 5-6)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ } أي : النساء هن السفهاء . وقال مجاهد : هن النساء من كن : بنات أو أخوات أو أمهات . وقال الكلبي : هن النساء والأولاد ؛ إذا علم الرجل أن امرأته سفيهة مفسدة ، أو ابنه سفيه مفسد ، فلا ينبغي له أن يسلّط واحداً منهما على ماله . قوله : { الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً } لمعايشكم وصلاحكم . قال : { وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا } أي في أموالكم { وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } أي العِدَة الحسنة . وقال بعضهم : أمر الله بهذا المال أن يُخزَن فتُحسَن خِزانتُه ، ولا تملكه المرأة السفيهة ولا الصبي السفيه . قوله : { وَابْتَلُوا اليَتَامَى } أي اختبروا عقولهم ودينهم { حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ } قال مجاهد : يعني الحلم . { فَإِنْ ءَانَسْتُم } أي رأيتم { مِّنْهُمْ رُشْداً } أي صلاحاً في دينهم { فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أن يَكْبَرُوا } أي تبادرون باليتيم أن يكبر فيمنعكم ماله . قوله : { وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ } . قال بعضهم : المعروف ما سدّ الجوع ووارى العورة . وقال بعضهم : كان الرجل يلي مال اليتيم ، له الحائط من النخل ، فيقوم على صلاحه وسقيه ، فيصيب من ثَمَره . وتكون له الماشية فيقوم على صلاحها ، ويلي علاجها ومؤونتها ، فيصيب من جزازها وعوارضها ورِسلها . فأما رقاب المال ، فليس له أن يستهلكه ولا أن يأكله . ذكروا أن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سئلوا عن قول الله عز وجل : { وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ } فقالوا : فينا والله نزلت ؛ كان الرجل يلي مال اليتيم له النخل ، فيقوم عليها ، فإذا طابت الثمرة كانت يده مع أيديهم ، مثلما كانوا مستأجرين به غيره في القيام عليها . ذكروا عن سعيد بن جبير أنه قال : يأكل قرضاً . ذكروا " أن رجلاً قال : يا رسول الله : إن في حجري يتيماً أفأضربه ؟ فقال : اضربه مما كنت ضارباً منه ولدك . قال أفآكل من ماله ؟ قال : بالمعروف غير متأثل من ماله مالاً ، ولا واق مالك بماله " . قال مجاهد والحسن : هي طعمة أطعمه الله أياها . قوله : { فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيباً } أي : حفيظاً فيما بينكم وبينهم .