Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 19-22)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } . قال بعضهم : وزعه إياهم أن يرد أولهم على آخرهم . قال : { حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ } أي : جوارحهم { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } كقوله : { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [ يس : 65 ] . لمّا قالوا : { وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] ختم الله على أفواههم وقال للجوارح : انطقن . فأوّل ما يتكلم من أحدهم فخذه . كقوله : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ } [ النساء : 56 ] ، تأكل النار منهم كل شيء حتى تنتهي إلى الفؤاد ، ثم يجدد خلقهم ، فثمّ هكذا أبداً . قال : { وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [ انقطع ] ذكر كلامهم ها هنا في هذا الموضع . قال الله عز وجل : { وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [ يقوله للأحياء ] { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي : يوم القيامة . قال : { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ } أي : لم تكونوا تستترون من الله { أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ } أي : حتى لا يشهد عليكم سمعكم { وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ } . وقال مجاهد : { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ } أي : تخفون . { وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ } . ذكروا عن الأعمش عمن حدثه عن عبد الله بن مسعود قال : بينما أنا عبد الكعبة إذ جاء ثلاثة نفر : قرشيان وثقفي ، أو ثقفيان وقرشي ، كثير شحم بطونهم ، قليل فقه قلوبهم ، فدخلوا في أستار الكعبة . فتحدثوا حديثاً لم أفقهه ؛ فقال بعضهم لبعض : أترون أن الله يسمع ما نقول ؟ فقال أحدهم : لا يسمع شيئاً . فقال الآخر : أراكم إذا رفعتم أصواتكم يسمع ، وإذا لم ترفعوا أصواتكم لم يسمع ، وقال الثالث : لئن كان يسمع منه شيئاً إنه يسمعه كله . قال فأقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فأنزل الله : { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ } . وقوله : ( ظَنَنْتُمْ ) أي : حسبتم .