Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 27-30)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الله تعالى : { فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي : لا يجازيهم في الآخرة بأحسن ما كانوا يعملون في الدنيا . ولكن : يبطله ، وقد استوفوه في الدنيا . وهو مثل قوله : { نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا } [ هود : 15 ] أي : في الدنيا ، ونجزيهم في الآخرة بأسوأ أعمالهم . قال : { ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } . قوله : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا } في النار { رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا } وهي تقرأ على وجهين ؛ فمن قرأها ( أَرِنَا ) بكسر الراء ، فهي من الرؤية ، ومن قرأها ( أَرْنَا ) ، بتسكين الراء ، فهو يقول : أعطنا للذين أضلانا . { مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ } يعنون إبليس وقابيل بن آدم الذي قتل أخاه . يقولون ذلك من شدّة الغيظ عليهما ، وهما في الدرك الأسفل من النار . وذكر بعضهم قال : لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم كفل من دمها لأنه سنّ القتل . وبلغنا أن ثلاثة لا تقبل منهم توبة : إبليس ، وابن آدم الذي قتل آخاه ، ومن قتل نبيّاً . قوله : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ } مخلصين له { ثُمَّ اسْتَقَامُوا } عليها وعلى العمل بالفرائض { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ } عند الموت { أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } أي : إذ كنتم في الدنيا . ذكروا أن أبا بكر الصديق قرأ هذه الآية فقالوا له : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما الاستقامة ؟ قال : ألا تشركوا به شيئاً . ذكروا أن عمر بن الخطاب قال : ثم استقاموا على الفرائض ولم يروغوا روغان الثعالب ، أي : لم ينتقصوا دين الله حتى أكملوا فرائضهم ووفوا بها . قال : { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ } أي : عند الموت في تفسيربعضهم . وتفسير الحسن أن قول الملائكة لهم : { أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا } وأنتم آمنون ، تستقبلهم بهذا إذا خرجوا من قبورهم إلى الموقف . وفي تفسير بعضهم { أَلاَّ تَخَافُوا } أي أمامكم ، { وَلاَ تَحْزَنُوا } أي : على ما خلّفتم ، نحن نخلفكم فيه . ذكروا عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال : احضروا موتاكم وألزموهم قول لا إله إلا الله ، فإنهم يسمعون أو يرون ما يقال لهم . ذكروا عن الحسن أنه دخل على أبي الشعثاء جابر بن زيد وهو مدنَف فقال له : يا أبا الشعثاء ، فرُفع رأسه فقال له : قل لا إله إلا الله . فسكت أبو الشعثاء . فأعاد له القول فقال له : قل لا إله إلا الله ، فسكت أبو الشعثاء ، ثم أعاد الحسن فقال أبو الشعثاء في الثالثة ، يا أبا سعيد ، أنا من أهلها ، ولكني أعوذ بالله من النار ومن سوء الحساب . فخرج الحسن من عنده وهو يقول : تالله ما رأيت كاليوم قط رجلاً أفقه حتى عند الموت . ذكر بعضهم حديثاً عن عيسى بن مريم بإسناده أنه قال : عجبت للمؤمن كيف يحفظ ولده من بعده ، أي إنه يحفظ بعده .