Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 10-13)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } يعني ما اختلفتم فيه من الكفر والإيمان ، فحكمه إلى الله ، أي : فهو يحكم بينهم فيه ، يعني المؤمنين والمشركين ، فيدخل المؤمنين الجنة ، ويدخل المشركين النار . { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي } يقوله النبي عليه السلام ، أي : قل لهم : ذلكم الله ربي ، أي : الذي الحكم إليه . { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } أي : إليه أرجع . { فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } يعني النساء ، أي : تتوالدون فيكثر عددكم { وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا } ذكوراً وإناثاً في تفسير الحسن ؛ أي جعل معايشكم فيها . وقال الكلبي : { وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا } أي : من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ، ومن الإِبل اثنين ، ومن البقر اثنين ، الواحد منها زوج . { يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ } أي : يخلقكم فيه نسلاً بعد نسل من الناس والأنعام . { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ } أي : فلا أسمع منه { البَصِيرُ } فلا أبصر منه . { لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي : مفاتيح السماوات والأرض في تفسير مجاهد وغيره . وقال مجاهد : هي بالفارسية . وقال الحسن : المفاتيح والخزائن . وقال الكلبي : الخزائن ؛ { يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ } أي : ويقتر ، نظراً منه للمؤمن ، فيقتر عليه الرزق . { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } . قوله : { شَرَعَ لَكُم } أي : فرض لكم ، في تفسير الحسن . وقال بعضهم اختار لكم . { مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا } أي : ما أمر به نوحاً { وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ } أي : ما أمرنا به { إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى } وهؤلاء هم أولو العزم من الرسل . { أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ } أي : الإسلام { وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } وهذا ما فرض الله على جميع أنبيائه ، وبعث به رسله إلى خلقه . وهو كقوله : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } [ الأنعام : 153 ] إلى آخر الآية . وقال في آية أخرى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [ الأنبياء : 25 ] . وقال في آية أخرى : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [ آل عمران : 85 ] . قوله : { كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } من عبادة الله وترك عبادة الأوثان . { اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء } [ أي : يختار لنفسه ] يعني الأنبياء . قال مجاهد : يستخلص لنفسه من يشاء . والاستخلاص والاختيار والاصطفاء واحد . قال الحسن : هو كقوله : { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ } [ الحج : 75 ] وقال بعضهم : يجتبي إليه ، أي : إلى دينه من يشاء . { وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } أي : من يُخلص له .