Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 19-21)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال : { اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } فبلطفه ورحمته خلق الكافر ، ورُزق وعُوفِيَ وَأقبل وأدبر . قال : { يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ } أي : فلا أقوى منه { العَزِيزُ } فلا أعزّ منه . قوله : { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ } يعني العمل الصالح يرجو به ثواب الآخرة { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } وهو تضعيف الحسنات ، في تفسير الحسن . { وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا } أي : من الدنيا . وليس كل ما أراد من الدنيا يُؤتى ، كقوله : { مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ } [ الإسراء : 18 ] [ قال { وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ } يعني في الجنة { مِن نَّصِيبٍ } وهو المشرك ، لا يريد إلا الدنيا ، لا يريد الآخرة ] . ذكروا أن علياً قال : حرث الآخرة الأعمال الصالحات ، وحرث الدنيا المال ؛ وقد يجمعهما الله لمن يشاء من خلقه . ذكروا أن عبد الله بن مسعود قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ] " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم معايشكم ، وإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولم لا يحب ، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب ، فإذا أحبه أعطاه الإيمان . فمن اشتد عليه الليل أن يكابده ، وجبن عن العدو أن يجاهده ، وضن بالمال أن ينفقه فليكثر من قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " . قوله : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ } على الاستفهام ، أي : نعم ، لهم شركاء ، يعني الشياطين ، جعلوهم شركاء لله ، فعبدوهم ، لأنهم دعوهم إلى عبادة الأوثان . قال الله : { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا } أي : إلا أمواتاً ليس فيهم روح ، { وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا } [ النساء : 117 ] . قوله : { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ } أي : ألا يعذّب بعذاب الآخرة في الدنيا { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } في الدنيا ، فأدخل المؤمنين الجنة ، وأدخل المشركين النار . قال : { وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : موجع .