Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 76-80)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } [ يعني كفار الأمم كلها فيعذبهم في الآخرة بغير ذنب ] { وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ } أي لأنفسهم بكفرهم . { وَنَادَوْا يَا مَالِكُ } ولمالك خازن النار أعوان من الملائكة . وخزنة النار تسعة عشر ، أحدهم مالك ، وهو رأسهم . { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ } . وذلك أنهم يدعون مالكاً فلا يجيبهم مقدار أربعين عاماً ثم يجيبهم { إِنَّكُم مَّاكِثُونَ } . ثم يدعون ربهم فيذرهم مقدار عمر الدنيا مرتين ، ثم يجيبهم { قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [ المؤمنون : 108 ] فأيسوا بعدها ، فما نبس القوم بعدها بكلمة ، ما كان إلا الزفير والشهيق . شبه أصواتهم بأصوات الحمير ، أوله زفير وآخره شهيق . قوله : { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ } أي : بالقرآن ، يقوله للأحياء ، وانقطع كلام أهل النار : { وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } يعني من لم يؤمن . قال : { أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا } أي : كادوا كيداً بمحمد { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } أي : فإنا كائدون . وذلك ما كانوا اجتمعوا له في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [ الأنفال : 30 ] . وقد فسّرنا ذلك في سورة الأنفال . قوله : { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } أي : فإنا كائدون لهم بالعذاب . قال مجاهد : فإنا مجمعون . قال : { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } أي : ما كانوا يتناجون فيه من أمر النبي عليه السلام . { بَلَى وَرُسُلُنَا } يعني الحفظة { لَدَيْهِمْ } أي : عندهم { يَكْتُبُونَ } أي : يكتبون عليهم أعمالهم .