Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 15-16)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الله عزَّ وجل : { إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ } أي : من أعدائنا يوم القيامة . ذكر بعضهم عن مسروق عن عبد الله بن مسعود أنه قيل له : ها هنا رجل يزعم أنه يأتي دخان قبل يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام ، وكان متكئاً فغضب وجلس ثم قال : أيها الناس اتقوا الله ؛ من علم علماً فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول العبد فيما لا يعلم : الله أعلم . قال الله لنبيه عليه السلام : { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } [ سورة ص : 86 ] . وسأخبركم عن الدخان . إن قريشاً ، لما أبطأوا عن الإسلام ، دعا عليهم رسول الله فقال : اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف . فأصابهم الجوع حتى أكلوا الميتة والعظام ، حتى كان أحدهم يرى ما بينه وبين السماء دخاناً من الجهد . فذلك قوله : { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ } . فسألوا أن يكشف عنهم العذاب فيؤمنوا . قال الله : { أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ } ، فكشف عنهم العذاب ، فعادوا في كفرهم . فأخذهم يوم بدر ، فهو قوله : { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ } . قال عبد الله بن مسعود : قد مضت البطشة الكبرى والدخان واللزام والروم والقمر . ذكروا عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن مسعود أنه قال : قد مضى الدخان سنين كسني يوسف . وكان الحسن يحلف ما جاء الدخان ، وليأتينَّ حتى يدخل في سمع الكافر المنافق وبصره ، ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام . ذكروا عن عبد الرحمن بن البيلماني أنه قال : سمعت ابن عمر : يذكر خروج الدابة ، قال : ثم يخرج الدخان فيأخذ المؤمن منه شبه الزكمة فيدخل في مسامع الكافر والمنافق وفي جلده حتى يكون كالرأس الحنيذ ، وإن التوبة لمفتوحة ، ثم تطلع الشمس من مغربها فترفع التوبة .