Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 17-19)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال : { وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ } أي : إنهم أرادوا الدنيا ورخاءها ، فغيروا كتابهم ، فأحلوا فيه ما شاءوا ، وحرموا فيه ما شاءوا ، فترأسوا على الناس ليستأكلوهم ، واتبعوهم على ذلك . كقوله : { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ } [ التوبة : 31 ] أي : يحلون لهم ما حرم الله عليهم فيستحلونه ، ويحرمون عليهم ما أحلّ الله لهم فيحرمونه . قال : { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } فيكون قضاؤه فيهم أن يدخل المؤمنين منهم الذين يتمسكون بدينهم الجنة ، ويدخل الكافرين منهم النار . قوله عز وجل : { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ } تفسير الحسن : الشريعة : الفريضة . وقال الكلبي : { عَلَى شَرِيعَةٍ } أي : على سنة . قال : { فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني المشركين ، قال : أهواؤهم الشرك . قال : { إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا } أي إن اتبعت أهواءهم عذبتك ، وإن عذبتك فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً . وقد عصمه من ذلك ، وإنما أمره أن يثبت على ما هو عليه . قال : { وإِنَّ الظَّالِمِينَ } يعني المشركين { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } أي في الجنة الدنيا ، وهم أعداء في الآخرة ، يتبرأ بعضهم من بعض ويلعن بعضهم بعضاً قال : { وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } يعني المؤمنين .