Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 15-15)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ } أي : مثل صفة الجنة { فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ } أي : غير متغيّر { وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } أي : لم يخرج من ضروع المواشي فيتغيّر . { وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ } أي : لم يعصره الرجال بأقدامهم { لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } أي : لم يخرج من بطون النحل . ذكروا عن كعب أنه قال : دجلة في الجنة لبن أغزر ما يكون من الأنهار التي سمّى الله ، والفرات خمر أغزر ما يكون من الأنهار التي سمّى الله ، والنيل عسل أغزر ما يكون من الأنهار التي سمّى الله ، وجيحان ماء أغزر ما يكون من الأنهار التي سمّى الله . ذكروا أن أربعة أنهار من الجنة : سيحون وجيحون والنيل والفرات . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث ليلة أسرِيَ به قال : " ثم رفعت لنا سدرة المنتهى ، فإذا ورقها مثل آذان الفيلة ، ونبقها مثل قلال هجر . وإذا أربعة أنهار يخرجون من أصلها : نهران باطنان ، ونهران ظاهران . قلت يا جبريل : ما هذه الأنهار ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات " . قوله : { وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ } تفسير الحسن : ما يعرفونها في الدنيا وما لا يعرفون . وتفسير بعضهم في قوله : { كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ } [ البقرة : 25 ] أي : في الدنيا ، يعرفونه باسمه . قال بعضهم : أهبط الله من الجنة إلى الأرض ثلاثين ثمرة ؛ عشرة يؤكل داخلها ولا يؤكل خارجها ، وعشرة يؤكل خارجها ولا يؤكل داخلها ، وعشرة يؤكل داخلها وخارجها . قال : { وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ } . وهذا على الاستفهام . يقول : أهؤلاء المتّقون الذين وُعِدوا الجنة فيها ما وصف الله ، كمن هو خالد في النار كما وصف الله ، أي : ليسوا سواء .