Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 22-26)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال الله : { وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا } [ في تلك الحال ] { لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيًّا } يمنعهم من ذلك القتل الذي يقتلهم المؤمنون { وَلاَ نَصِيرًا } ينتصر لهم . قال : { سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ } أي : بقتل من أظهر الشرك ، إذ أمر النبي عليه السلام بالقتال . قال : { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } . قال الله عزّ وجلّ : { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } . قال الكلبي : كان هذا يوم الحديبية ، وكان المشركون من أهل مكة قاتلوا نبي الله ، وكان شيء من رمي نبل وحجارة من الفريقين جميعاً ، ثم هزم الله المشركين وهم ببطن مكة ، فهزموا حتى دخلوا مكة ، ثم كفّ الله بعضهم عن بعض . قال الله : { وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا } . قوله عز وجل : { هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } عن نافع عن ابن عمر قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدَّه المشركون عن المسجد الحرام وأنا معه فنحر [ ونحر أصحابه ] الهدي بالحديبية . قوله عز وجل : { وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا } أي : محبوساً { أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ } أي لئلا يبلغ محلّه . قال : { وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ } بمكة يدينون بالتقية { لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ } فتقتلوهم { فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ } أي : إثم { بِغَيْرِ عِلْمٍ } . قال الله تعالى : { لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء } أي : في دينه الإِسلام فيُسلمون ، وقد فعل الله ذلك . قال الله : { لَوْ تَزَيَّلُوا } أي زال المسلمون من المشركين والمشركون من المسلمين فصار المشركون محضاً { لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } أي : لسلطناكم عليهم فقتلتموهم . قوله : { إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ } هم المشركون صدوا نبي الله يوم الحديبية عن المسجد الحرام ، وحبس الهدي أن يبلغ محله ، وإنما حملهم على ذلك حمية الجاهلية والتمسك بها . { فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ } تفسير الكلبي : السكينة الطمأنينة ، وتفسير الحسن : الوقار { وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى } وهي كلمة الإخلاص لا إله إلا الله . { وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا } أي وكانوا أهلها في الدنيا ، وعليها الثواب مع الوفاء بالأعمال في الآخرة { وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } .