Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 12-12)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ } تفسير الحسن : إذا ظننت بأخيك المسلم ظناً حسناً فأنت مأجور ، وإذا ظننت به ظنّ سوء فأنت آثم . ذكروا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياكم والظن فإنه أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً . قوله : { وَلاَ تَجَسَّسُوا } أي : لا يتبع الرجل عورة أخيه المسلم . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فنادى بصوت أسمع العواتق في الخدور : يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن قلبه ، لا تؤذوا المؤمنين ، ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخي المسلم يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته . ذكروا أن رجلاً قال لعمر بن الخطاب : إن فلاناً يشرب الخمر . قال : إذا رأيته قد قعد عليها فآذني . فأتاه يوماً فأخبره . فانطلق عمر إلى الرجل ؛ قال فوافق الرجل قد جمع القلل . فلما رأى عمرَ واراها . فقال له عمر : يا فلان ، أنت بهذا ؟ فقال له الرجل : وأنت بهذا ؟ أمرك الله أن تجسسني ؟ فخرج عمر وتركه . ذكروا عن محمد بن سيرين أن سلمان جاء ومعه حذيفة وأبو قرة رجل من أصحاب النبي عليه السلام إلى منزله ليدخلهم . فاستفتح الباب . فجاءت جارية فنظرت ثم ذهبت ، ثم رجعت ففتحت الباب فقالت : ادخلوا ، فقالا : أعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أو هو خير من التجسس . ذكروا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغه أن رجلاً شرب الشراب فكتب إليه : من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان : { حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ } [ غافر : 1 - 3 ] . فلما جاءه الكتاب جعل يقرأ ويتفكر فيه حتى بكى . فبلغ ذلك عمر فقال : هكذا فاصنعوا ؛ إذا رأيتم بأخ لكم عثرة فسَدِّدوه . قوله : { وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حديث الإسراء أتى على قوم يقطع من لحومهم فيجوزونها بدمائهم فيمضغونها ، ولهم خوار . قال : فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : هؤلاء الهمّازون اللّمازون ؛ ثم تلا هذه الآية : { أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } أي : بعد ما يموت . فقالوا : لا والله يا رسول الله ما نستطيع أكله ولا نحبه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاكرهوا الغيبة قال مجاهد : قالوا نكره ذلك . قال : فاتقوا الله [ في الغيبة ] . ذكروا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ذكرت أخاك بما فيه فقد اغتبته ، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته " . ذكروا أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال : " أن تذكره بما فيه . فقال الرجل : إنما أحسب الغيبة أن يذكر بما ليس فيه قال : ذلك البهتان " . ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الغيبة أن تذكر أخاك بسوء شيء تعلمه فيه " . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خياركم الذين إذا رُؤُوا ذُكِر الله ، وشراركم المتشاءون بالنميمة " . ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتدرون ما العضه . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : حمل الحديث من بعض إلى بعض ليستفسدوا بينهم " . ذكروا عن الحسن أن رجلاً قال : يا أبا سعيد ، الرجل لا يعرف المال ، ثم يرى بعدُ في يده المال ، فيقول رجل : من أين لفلان هذا المال ؟ قال : إن علم أنه يكره ذلك فلا يقوله . وقال بعضهم : كانوا لا يرون الغيبة إلا أن يسمى صاحبها . قال عز وجل : { وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } والتوبة من قبل الله . قال تعالى : { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [ التوبة : 118 ] .