Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 7-9)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ } تفسير الحسن : إنه معكم مقيم ، فلا تضلون ما قبلتم عنه . { لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ } أي : في دينكم . والعنت الحرج والضيق . { وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } أي : بما وعدكم عليه من الثواب وكريم المآب . { وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ } أي : المعاصي ، أي بما أوعد عليها من العذاب . قال تعالى : { أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ } أي : الذين حبّب إليهم الإيمان فأحبّوه لِتَحْبِيب الله ذلك إليهم … إلى آخر الآية . قال عز من قائل : { فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً } أي : بفضل من الله ونعمته فعل ذلك بهم . { وَاللَّهُ عَلِيمٌ } أي : بخلقه { حَكِيمٌ } أي : في أمره . قوله : { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ } . تفسير الحسن قال : كان بين رجل من المسلمين ورجل من المنافقين خصومة فدعاه المسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعاه المنافق إلى بني فلان ، فتعزز المنافق ببني فلان وبقومه من المشركين ، وتعزز المسلم بالمسلمين ، فتدافعا بينهما حتى صارا إلى العصا فأنزل الله : { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا … } إلى آخر الآية . وقال الحسن : سمى المنافق [ مؤمناً ] بالإسلام الذي أقرّ به وادعاه ، أي من الإيمان . قال : { فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } أي : ردوهما إلى الحكومة ، أي بما في كتابهم الذي ادعوه وأقروا به . { فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى } أي : فلم تقبل الحكومة من الكتاب والسنة التي أقروا بهما وادعوهما { فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ } ، أي إلى حكم الله الذي حكم بينهم والذي يلزمهم إِقْرارهم به وادعاؤهم إياه . { فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ } الذي بتركه كفروا وضلوا . قال : { فَإِن فَاءتْ } أي : فإن رجعت إلى الذي تركت من حكم الله الذي أقرّت به وادّعته { فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ } أي : بالحق { وَأَقْسِطُوا } أي : واعدلوا في حكمكم ، أي فيمن تحكمون عليه { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ } أي يثيب { الْمُقْسِطِينَ } أي العادلين .