Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 13-16)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ } أي فبنقضهم ميثاقهم لعناهم . يعني باللعن المسخ ، فجعل منهم قردة وخنازير ؛ مسخوا في زمان داود قردة ، وفي زمان عيسى خنازير . قال : { وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً } أي غليظة { يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } وهو ما حرّفوا من كتاب الله . قال : { وَنَسُوا } أي تركوا { حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ } في الكتاب . وقال الحسن : تركوا عرى دينهم . وقال بعضهم : نسوا كتاب الله وراء ظهورهم ، وعهده الذي عهده إليهم ، وضَيَّعوا فرائضه وعطّلوا حدوده . قوله : { وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ } يعني حيث دخل النبي حائطاً لليهود فهمّوا به . وتفسيره في غير هذا الموضع . قال : { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } أي من آمن منهم . قوله : { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ } . قال بعضهم : نسختها هذه الآية : { قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } [ التوبة : 29 ] . قوله : { وَمِنَ الذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ } كما أخذنا ميثاق اليهود . قال بعضهم : إنما سمّوا نصارى لأنهم كانوا بقرية يقال لها ناصرة نزلها عيسى . وهو اسم تَسَمَّوا به ولم يؤمروا به . قال : { فَنَسُوا حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ } وهي مثل الأولى . قوله : { فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ } بكفرهم ، يعني به أهل الكتاب ، بما فعلوا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء . { وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } . قوله : { يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا } هو محمد صلى الله عليه وسلم { يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ } أي ما حرّفوا من الكتاب وأخفوا من الحق فيه { وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ } مما كان حرّم عليهم فأحلّه لهم . قوله : { قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وكِتَابٌ مُّبِينٌ } يعني به القرآن . { يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ } والسلام هو الله ، كقوله : { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } [ العنكبوت : 69 ] . وكقوله : { وَاللهُ يَدْعُواْ إِلَى دَارِ السَّلاَمِ } [ يونس : 25 ] . ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السلام اسم من أسماء الله " . قوله : { وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } أي من الكفر إلى الإِيمان { بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي إلى الجنة .