Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 15-18)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ } أي : لم نعي به . قال مجاهد : أفأعيا علينا حين أنشأناكم [ وأنشأنا خلقكم ] . تفسير الحسن : إنه يعني خلق آدم وذريته بعده . قال : { بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ } أي : في شك { مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } يعني البعث . قوله عز وجل : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ } يعني بالإنسان ها هنا جميع الناس { وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } أي : ما تحدّث به نفسه { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } وهو نياط القلب ، وهو الوتين . قوله : { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ } أي : الملكان الكاتبان الحافظان عن اليمين وعن الشمال { قَعِيدٌ } أي رصيد ، أي يرصده حافظ . { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ } أي : عنده { رَقِيبٌ } أي حفيظ { عَتِيدٌ } أي : حاضر يكتب كل ما يلفظ به . قال مجاهد : حتى أنينه . وتفسير الكلبي : إنه تعرض الأعمال ، فما لم يكن فيه خير ولا شر محي ولم يثبت ؛ وذلك يوم اثنين وخميس ، فيهما ترفع الأعمال . وذكر بعضهم قال : أمر صاحب الشمال أن يكتب ما لا يكتب صاحب اليمين . وقال بعضهم : ما خطا عبد خطوة إلا كتبت له حسنة أو سيئة . قال : وبلغنا أن صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ، فلا يكتب صاحب الشمال حتى يأمره صاحب اليمين . ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الملائكة قالت : ربِ ذلك عبدك يريد أن يعمل سيئة وأنت أعلم وأبصر ؛ فيقول : ارقبوا عبدي ، فإن عملها فأثبتوا عليه بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنة ، فإنما تركها من خشيتي " . وقال الحسن : الحفظة أربعة : يتعاقبان ملكان بالليل وملكان بالنهار ، وتجتمع هذه الأملاك الأربعة عند صلاة الفجر ، وهو قوله : { إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } [ الإسراء : 78 ] . ذكروا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، فيجتمعون عند صلاة الفجر وعند صلاة العصر فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون ، وتركناهم وهم يصلون " .