Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 43-47)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال تعالى : { أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ } أي : ليس لهم إله غير الله { سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } ينزّه عما يشركون . وقوله عز وجل : أم ، أم ، أم من أول الكلام : { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ } إلى هذا الموضع كلها استفهام ، وكذبهم به كله . قوله : { وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ } أي قطعة من السماء { سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } [ بعضه على بعض . وذلك أنه قال في سورة سبأ { إِنْ نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسْفاً مِّنَ السَّمَآءِ } [ سبأ : 9 ] فقالوا للنبي عليه السلام : { لَن نُّومِنَ لَكَ حَتَّى … أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً } [ الإسراء : 92 ] ، فأنزل الله : { وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } أي : ولم يؤمنوا ] . قال الله : { فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } أي : يموتون بالفزع ، وهي النفخة الأولى في تفسير الحسن ، يعني كفار آخر هذه الأمة الذين يكون هلاكهم بقيام الساعة . وقد قال في سورة سأل سائل : { فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيلْعَبُوا حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الذِي يُوعَدُونَ } [ المعارج : 42 ] وهي النفخة الأخرة . قال : { يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا } أي لا يغني عنهم عبادة الأوثان ولا ما كادوا به النبي عليه السلام شيئاً . { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } أي : إذا جاءهم العذاب . قال تعالى : { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا } أي : أشركوا { عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ } أي : بالسيف يوم بدر ، يعني من أهلك بدر بالسيف في تفسير الحسن . وقال مجاهد : الجوع الذي أصابهم . وبعضهم يقول : عذاباً دون عذاب الآخرة : عذاب القبر . وقد كان الدخان والجوع الذي أصابهم بمكة عذاباً قبل عذاب السيف يوم بدر . قال : { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ } يعني الجوع بمكة { فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } [ المؤمنون : 77 ] وهو يوم بدر . والعذاب خمس : عذاب الجوع الذي أصابهم بمكة ، وعذاب السيف يوم بدر ، وعذاب القبر لمن مات من المشركين قبل قيام الساعة ، وعذاب الساعة الذي يهلك به كفار آخر هذه الأمة . والعذاب الأكبر جهنم . قال تعالى : { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني بأكثرهم جماعتهم ، يعني من لم يؤمن …