Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 11-14)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } وهي تقرأ على وجهين : بالتثقيل والتخفيف ؛ فمن قرأها بالتثقيل فهو يقول : ما كذّب فؤاد محمد ما رأى من ملكوت السماوات وآياته . ومن قرأها بالتخفيف فهو يقول : ما كذب فؤاد محمد ما رأى ، قد صدق الرؤية فأثبتها . { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى } وهي تقرأ على وجه آخر : ( أَفَتَمْرُونَهُ ) فمن قرأها : ( أَفَتُمَارُونَهُ ) يقول للمشركين : أفتمارون محمداً عليه السلام ، أي : أفتجادلونه على ما يرى ؛ يجعل المراء منهم . ومن قرأها : ( أَفَتَمْرُونَهُ ) فهو يثبت المراء منهم خاصة وينفيه عن محمد عليه السلام . { وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى } أي : مرة أخرى ، أي رأى جبريلَ في صورته مرّتين . قال تعالى : { عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } ذكروا عن سعد بن كعب عن رجل عن ابن عباس قال : سألت كعباً عن سدرة المنتهى فقال : يُنتهى إليها بأرواح المؤمنين إذا ماتوا ، لا يجاوزها روح مؤمن . فإذا قبض المؤمن شيَّعه مقربو أهل السماوات حتى يُنتهى به إلى السدرة فيوضع . ثم تصف الملائكة المقرّبون فيصلّون عليه كما تصلّون أنتم على موتاكم ها هنا . ذكروا عن مالك بن صعصعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث ليلة أسري به قال : " ثم رفعت لنا سدرة المنتهى فإذا أوراقها مثل آذان الفيلة ، وإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا أربعة أنهار تجري من أصلها : نهران ظاهران ونهران باطنان . قلت : يا جبريل ، ما هذه الأنهار ؟ فقال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات " .