Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 8-10)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال عز وجل : { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى } أي جبريل بالوحي إلى محمد { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } والقاب : القدر . وقال بعضهم قاب قوسين ، أي : ذراعين ( أَوْ أَدْنَى ) أي : بل أدنى من ذراعين . { فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ } أي : إلى عبدالله { مَآ أَوْحَى } . ذكروا عن عروة بن الزبير عن عائشة أن النبي عليه السلام كان أول شأنه أنه يرى في المنام . فكان أول ما رأى جبريل بأجياد ، إنه خرج لبعض حاجته ، فصرخ به جبريل : يا محمد ، يا محمد . فنظر يميناً وشمالاً فلم ير شيئاً . فرفع بصره ، فإذا هو بجبريل يلقي إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء . قال : يا محمد ، جبريل ، جبريل ، يسكنه . فهرب محمد عليه السلام حتى دخل في الناس ، فلم ير شيئاً . ثم خرج فنظر فرآه . وذلك قول الله عز وجل : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عِنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ) ، أي جبريل إلى محمد { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } . ويقال : إن القاب نصف الإصبع ، وبعضهم يقول : ذراعين ، كان بينهما . { فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَآ أَوْحَى } ، أي جبريل إلى محمد عليهما السلام . وكانت عائشة رضي الله عنها تنكر أن محمداً رأى ربه . وكان عروة ينكر ذلك إنكاراً شديداً . قال : وكان المسلمون ينكرون ذلك إنككاراً شديداً . قال : وبيان ذلك في سورة إذا الشمس كورت في قوله تعالى : { فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِي الكُنَّسِ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } أي جبريل { ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُّطَاعٍ ثُمَّ } أي : في السماء { أَمِينٍ } أي : على ما أتى به من الوحي { وَمَا صَاحِبُكُمْ } يعني محمداً عليه السلام { بِمَجْنُونٍ وَلَقَدْ رَآهُ } أي رأى محمدٌ جبريلَ { بِالأُفُقِ الْمُبِينِ } [ التكوير : 15 - 23 ] .