Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 1-7)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تفسير سورة النجم ، وهي مكية كلها . { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله تعالى : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } أي : والوحي إذا نزل ، في تفسير ابن عباس . ذكروا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزل القرآن إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة : ثم جعل بعد ذلك ينزل نجوماً : ثلاث آيات ، وأربع آيات ، وخمس آيات وأقل من ذلك وأكثر ؛ ثم تلا هذه الآية : { فَلآ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } [ الواقعة : 75 ] . وقال بعضهم : الثريا إذا غابت . وتفسير الحسن : يعني الكواكب إذا انتثرت . والنجم جماعة النجوم ، كقوله عز وجل : { وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَآئِهَا } [ الحاقة : 17 ] يعني جماعة الملائكة . وكقوله : { وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ } [ النور : 41 ] يعني جماعة الطير . وقوله : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } قسم أقسم به . { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } أي محمد . { إِنْ هُوَ } إن القرآن الذي ينطق به محمد { إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } . { عَلَّمَهُ } أي علم محمداً { شَدِيدُ الْقُوَى } أي جبريل ، شديد الخلق . { ذُو مِرَّةٍ } وهو من شدة الخلق أيضاً . وتفسير الحسن : استمر على أمر الله . قال تعالى : { فَاسْتَوَى } أي : استوى جبريل عند محمد . أي : رآه في صورته . { وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى } أي : جبريل بالأفق الأعلى ، وهو المشرق ، فسدّ ما بين الأُفقين ، في تفسير الحسن . وكان محمد يرى جبريل في غير صورته ، أي التي هي صورته ، فرآه يومئذ في صورته . ذكروا عن مسروق عن عائشة قالت : ثلاث من قالهن فقد أعظم على الله الفرية : من زعم أن محمد رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ، لأن الله يقول : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } [ الأنعام : 103 ] ، ومن زعم أن محمداً قد نقص شيئاً من الوحي لم يخبر به فقد أعظم على الله الفرية ، لأن الله يقول : { يَآأَيُّهَا الرَّسُولُ بلِّغْ مَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [ المائدة : 67 ] ، ومن زعم أنه يعلم ما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ، لأن الله يقول : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ لقمان : 34 ] . قال : فقلت : يا أم المؤمنين : ألا تخبرينني عن قوله : { وقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ } [ التكوير : 23 ] . قالت : رأى جبريلَ في صورته قد سدّ ما بين السماء والأرض .