Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 16-22)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } يعني الجن والإنس . قال الحسن : الإِنس كلهم من أولهم إلى آخرهم ولد آدم . والجن كلهم من أولهم إلى آخرهم ولد إبليس . قوله عز وجل : { رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ } أي : مشرق الشتاء ومشرق الصيف ، ومغرب الشتاء ومغرب الصيف . قال تعالى : { فَبِأَيِّ آلآءِ } أي نعماء { رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . قوله تعالى : { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } [ تفسير قتادة : أفاض أحدهما في الآخر ] { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ } [ أي : بين العذب والمالح حاجز من قدرة الله لا يبغي أحدهما على صاحبه ] . لا يبغي المالح على العذب فيختلط ، ولا العذب على المالح فيختلط . وقال بعضهم : بين البحرين المالحين بحر فارس وبحر الروم حاجز ، أي : من الأرض . وتفسير الحسن : حاجز من الخلق لا يبغيان عليهم فيغرقانهم ، وهو محبوس . { فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُمَا } أي نعماء ربكما { تُكَذِّبَانِ } . قوله عز وجل : { يَخْرُِجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ } قال بعضهم : اللؤلؤ : الكبار ، والمرجان الصغار . ذكر ذلك عن سعيد بن جبير وغيره . وقال مجاهد : المرجان ما عظم من اللؤلؤ . وقال الكلبي : اللؤلؤ هو اللؤلؤ البسّذ . يعني العزل . فمن فسّر بتفسير الكلبي فهو يقول : يخرج منهما ، أي : من البحرين المالحين بحر فارس وبحر الروم ، أي يخرج من بحر فارس اللؤلؤ ، ويخرج من بحر الروم العزل . ومن جعلهما من صغار اللؤلؤ فهو يقول : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا } أي : من أحدهما ، أي : لا يعدوهما . كقوله تعالى : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي } [ الأنعام : 130 ] يعني من الإنس . وقال في آية أخرى : { وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } [ الفرقان : 53 ] . وقال : { كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ } [ الرحمن : 58 ] . أي : صفاء الياقوت في بياض المرجان .