Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 37-45)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً } أي محمرّةً { كَالدِّهَانِ } أي : كعكر الزيت ، في تفسير بعضهم . وقال الحسن : أي : مثل الدهان إذا صب بعضه على بعض رأيت لها حمرة . وقال مجاهد : كألوان الدهان . وبعضهم يقول : أُدُم تكون في اليمن يقال لها الدّهان . { فَبِأَيِّ آلآءِ } أي : نعماء { رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . قال تعالى : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } أي : لا يطلب علم ذلك من قِبَلِهم . { فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . قال تعالى : { يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ } [ بعلاماتهم ] ، أي : بسواد وجوههم وزرقة عيونهم . { فَيُؤخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ } اي : يجمع بين ناصيته وقدميه من خلفه ثم يلقى في النار . وتفسير الحسن : يجمع بين ناصيته وقدميه من الغل لِكَيْ لا يضطرب . قال : { فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . قوله عز وجل : { هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ } أي : المشركون { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } . بلغنا والله أعلم أن شجرة الزقوم نابتة في الباب السادس من جهنم على صخرة من نار ، وتحتها عين من الحميم أسود غليظ ، فيسلط على أحدهم الجوع ، فيُنطلق به ، فيأكل منها حتى يملأ بطنه ، فتغلي في بطنه كغلي الحميم ، فيطلب الشراب ليبرد به جوفه ، فينزل من الشجرة إلى تلك العين التي تخرج من تحت الصخرة ، من فوقها الزقوم ومن تحتها الحميم ، فتزل قدماه على تلك الصفا ، فيقع لظهره ولجنبه ، فيشتوى عليها كما يشتوى الحوت على المِقلَى . فتحسبه الخزان على وجهه ، فينحدر على تلك العين ، ولا ينتهي إليها إلا وقد ذهب لحم وجهه ، فينتهي إلى تلك العين ، فيسقيه الخزان في إناء من حديد من نار . فإذا أذناه من فيه [ اشتوى وجهه ، وإذا وضعه على شفتيه ] تقطعت شفتاه وتساقطت أضراسه وأنيابه من حره . فإذا استقر في بطنه أخرج ما كان في بطنه من دبره . وبلغنا أن ابن عباس قال : إن في جهنم شجرة ثابته في أصل جهنم ، لا بد للكافر من أكلها ، فتملأ بطنه . فيهوي حتى إذا انتهى إليها أكل منها . فإذا ملأ بطنه صعد إلى أعلاها . فإذا بلغ إلى أعلاها انحدر إليها أيضاً . فإذا أكل منها صعد إلى أعلاها أيضاً ، فإذا بلغ إلا أعلاها انحدر إليها . وقال في آية أخرى : { عَامِلَةٌ نَّاصِبةٌ } [ الغاشية : 3 ] أي : كفرت بالله في الدنيا فأعملها وأنصبها في النار ، فهم في عناء وترداد . قوله تعالى : { حَمِيمٍ آنٍ } فالحميم : الحار ، والآني : الذي قد انتهى حره . وقال مجاهد : قد بلغ أناه وحان شرابه . ذكروا عن الحسن في قوله : { تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } [ الغاشية : 5 ] أنى حرها فاجتمع . قال : قد وقد عليها منذ خلق الله السماوات والأرض . قال تعالى : { فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .