Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 46-56)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَكَانُواْ يُصِرُّونَ } قال مجاهد : كانوا يقيمون { عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ } أي : الذنب الكبير ، وهو الشرك . { وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَاؤُنَا ألأَوَّلُونَ } أي : لا نبعث نحن ولا آباؤنا . قال الله : { قُلْ } يا محمد { إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالأَخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعلُومٍ } أي : يوم القيامة . { ثُمَّ إِنَّكُم أَيُّهَا الضَّآلُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } . ذكروا عن الأعمش قال : الهيم : إبل بها داء [ الهيام ] فإذا وجدت الماء كرعت فيه ولم ترفع رؤوسها حتى تموت . وتفسير الحسن : ( الهِيمُ ) الإِبل المراض التي تشرب حتى تنقطع أعناقها . وقال الكلبي : ( الهِيمُ ) الظمأى ، أي : العطاش . قال : { هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ } أي يوم الحساب ، يوم يدين اللهُ الناسَ بأعمالهم . وحدث عن علي بن أبي طالب أنه دخل عليه رجل بعدما صلى صلاة الصبح فقال : يا أمير المؤمنين ، ما بلغ عطش أهل النار . قال : فغطى وجهه بثوب ، ثم بكى . حتى تعالى النهار ، ثم كشف الثوب عن وجهه فقال : أين السائل عن عطش أهل النار ، تعال أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى وهو يقول : " إن أهل النار ليبكون الدموع في النار زماناً حتى تنفد الدموع ، ثم يبكون الدم زماناً حتى ينفد الدم ، ثم تقرح العيون فيصير عليها قرح فتستبين فيها القيح ما لو قذفت فيه السفن لجرت . قال : فيجتمعون فيقولون : يا معشر الأشقياء ، نعم الزرع تزرعون لو كنتم في الدنيا المحروم أهلها . أما من أحد نستغيث به اليوم . فيقولون : ما نعلمه إلا أهل الجنة . يا معشر الآباء والأمهات ، ويا معشر القرابة والأَنسبة ، ألم نكن في الدنيا نتراحم ، ألم نُسأل فنُعطِي ، ألم نُظْلَم فنعفو . إنا خرجنا من الدنيا عطاشاً ، وسكنا قبور عطاشاً ، وخرجنا من القبور عطاشاً ، ووقفنا طول الموقف عطاشاً ، ثم سُحِبنا إلى النار على وجوهنا عطاشاً ؛ فقد أحرقت القلوب ، ونضجت الجلود ، وعميت الأبصار . وصمّت الآذان ، { أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ } . [ الأعراف : 50 ] . قال : ثم يؤذن لهم بالجواب ، فيقولون : { إِنَّ اللهَ حَرَّمَهَا عَلَى الْكَافِرِينَ } قال : فعند ذلك انقطع رجاؤهم وينادون بالويل والثبور والشهيق " .