Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 41-45)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ الشِّمَالِ } وهم أهل النار { فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } في نار وحميم ، أي الشراب الذي لا يستطاع من حره . قال : { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } أي : من دخان ، [ واليحموم الدخان الشديد السواد ] وهو قوله : { انطَلِقُواْ إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ } [ المرسلات : 30 - 31 ] يُنطَلَق بهم عند الفراغ من حسابهم ويُساقون إلى النار . ثم يبعث الله إليهم ملكاً فيقول للخزنة : { وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ } [ الصافات : 24 ] أي : عن أعمالهم الخبيثة ، فيحبسون قبل أن يصلوا إلى النار ، فيخرج عنق من النار فيحبط بهم جميعاً فيغشاهم الحرّ والغشيان . وذلك قوله عز وجل : { أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } [ الكهف : 29 ] ثم يخرج من النار دخان أسود مظلم غليظ شديد حتى يكون فوق رؤوسهم . ثم يتفرق ذلك الظل ثلاث فرق فوقهم على السرادقات ، فينطلق كل قوم من شدة الحر الذي أصابهم من حر السرادق ، فذلك قوله : { انطَلِقُواْ إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ } . قال تعالى : { لاَّ بَارِدٍ } أي : لا بارد في الظل { وَلاَ كَرِيمٍ } أي : في المنزل . والكريم : الحسن . قال تعالى : { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } هو كقوله عز وجل : { إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً } [ الانشقاق : 13 ] . والمترفون أهل السعة والنَّعمة في الدنيا ، يعني المشركين . ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " .