Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 20-21)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { اعْلَمَُواْ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } أي : إنما أهل الدنيا أهل لعب ولهو ، [ يعني المشركين ] { وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ } أي : مطر { أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } يعني ما أنبتت الأرض من ذلك المطر { ثُمَّ يَهِيجُ } ذلك النبات { فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً } أي : يصفار { ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً } [ أي : متكسّراً ذاهباً ] كقوله : { هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ } [ الكهف : 45 ] { وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي : للكافرين { وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ } أي : للمؤمنين . { وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } أي : يغترّ بها أهلها . ذكروا عن أبي عبد الله قال : سمعت أبا الدرداء يقول : الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا ذكر الله ، وما أوى إليه ذكر الله . ذكرو عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " . قوله : { سَابِقُوا } أي : بالأعمال الصالحات { إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ } يعني جميع السماوات وجميع الأرضين مبسوطات كل واحدة إلى جانب صاحبتها . هذا عرضها ، ولا يصف أحد طولها . وقال في آية أخرى : { عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ والأَرْضُ } [ آل عمران : 133 ] أي : الأرضين السبع . قال تعالى : { أُعِدَّت لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ } . ذكروا عن الحسن قال : أرض الجنة رخام من فضة ، وترابها مسك أذفر أشد بياضاً من جواريكم هذه ، وحيطانها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وبلاطها المسك الأذفر . وجذوع نخلها ذهب ، وسعفها حلل ، ورطبها مثل قلال هجر ، أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وإن أدنى أهل الجنة منزلاً آخرهم دخولاً ، فيعطى فيقال له : انظر ما أعطاك الله ، فيفسح له في بصره فينظر إلى مسيرة خمسمائة سنة كله له ، ليس فيه شبر إلا وهو عامر قصور الذهب والفضة وخيام الياقوت ، فيه أزواجه وخدمه ، يغدى عليه كلَّ يوم بسبعين ألف صحفة من ذهب ، ويُراح عليه بمثلها ، في كل واحدة منها لون ليس في صاحبتها ، يأكل من آخرها كما يأكل من أولها . لو نزل به الجن في غداء واحد لوسعهم ، ولا ينقص ذلك مما عنده شيئاً . بلغنا أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل : { وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ } قال : " هي مائة درجة كل درجة منها عرضها السماوات والأرض " . قال : { ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَّشآءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } .