Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 22-23)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ } يعني الجدوبة ونقص الثمار { وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ } يعني الأمراض والبلايا في الأجساد { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ } أي : من قبل أن نخلقها . تفسير الحسن : من قبل أن يخلق الله تلك النفوس . وبعضهم يقول : من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض . { إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ } أي : هيّن . تفسير الحسن : إن الله كتب عنده كتاباً : إن ذنب كذا وكذا عقوبته كذا وكذا . فيعفو عن أكثر ذلك ويعاقب من ذلك ما يشاء ؛ وهو قوله : { وَمَآ أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } [ الشورى : 30 ] . قال تعالى : { لِكَيْلاَ تَأْسَوْا } أي : لكي لا تحزنوا { عَلَى مَا فَاتَكُمْ } أي : من الدنيا ، أي فيما أصابكم في الأرض وفي أنفسكم . أي : فيعلمون أن ذلك بذنب ، فيعتبرون ويتوبون . { وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَآ آتَاكُمْ } أي : من الدنيا . ذكروا عن الحسن عن عبد الله بن عمر أنه قال : ما أبالي على أي حال رجعت إلى أهلي ؛ لئن كانوا على عسر إني أنتظر اليسر ، وإن كانوا على يسر إني لأنتظر العسر . وبلغنا أن حذيفة قال : إن أقرّ أيامي لعيني يوم أرجع إلى أهلي وهم يشكون إلي الحاجة . ذكروا أن … امرأة مسروق ، قالت : ما قلت لمسروق قط : ما أصبح لعيالك اليوم رزق إلا تبسّم ضاحكاً وقال : أما والله ليأتينهم الله برزق . وبلغنا أن عمر بن الخطاب قال : والله ما أبالي أي حال سبق إلي : يسر أم عسر ، لأن أحدهما يتلو صاحبه ، ثم تلا هذه الآية : { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } [ الشرح : 5 - 6 ] . قال تعالى : { وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } .