Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 14-16)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } وهم المنافقون وَادُّوا المشركين وناصحوهم فأدّوا إليهم أخبار المؤمنين وأسرارهم . قال : { مَّا هُم مِّنكُمْ } يقوله للمؤمنين : ما هم منكم أي ليسوا من المؤمنين في الاسم والثواب [ ما هم منكم في باطن أمرهم ، إنما يظهرون لكم الإيمان وليس في قلوبهم ] { وَلاَ مِنْهُمْ } يعني من المشركين [ في ظاهر أمرهم لأنهم يظهرون لكم الإِيمان ويسرون معهم الشرك ] . ليسوا من المشركين في الحكم والسيرة . كقوله تعالى : { مُّذَبْذَبِينَ بَينَ ذَلِكَ لآ إِلَى هَؤُلآءِ وَلآ إِلَى هَؤُلآءِ } [ النساء : 143 ] . قال : { وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي وهم يعلمون أنهم كاذبون فيما حلفوا عليه ، أي أنهم منكم وليسوا منكم . كقوله تعالى : { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } [ التوبة : 56 ] . قال عز وجل : { أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ اتَّخَذُواْ أَيْمَانَهُمْ } أي : حلفهم { جُنَّةً } وهو كقوله : { إِذَا جَآءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المْنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } [ المنافقون : 1 ] . وذلك أنهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا إذا أتينا المشركين شهدنا إنك لرسول الله ، فكذبهم الله في الذي قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال عز وجل : { إِذَا جَآءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ } أي : إنا شهدنا بذلك عند المشركين . قال عز وجل : { وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المْنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } أي فيما ذكروا لك أنهم يشهدون عند المشركين إنك لرسوله . وكانوا يحلفون للنبي وللمؤمنين ليصدقوهم ، فقال : { اتَّخَذُواْ أَيْمَانَهُمْ } أي حلفهم لك { جُنَّةً } اجتنوا بها منكم ، وأسروا نفاقهم ولم يظهروه . لكي لا يقتلوا [ ولا تسبى ذريتهم ولا تؤخذ أموالهم ] ، إذا أظهروا نفاقهم لأنهم يعلمون أن الحكم فيهم إذا أظهروا نفاقهم القتل . كقوله تعالى : { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُواْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً . سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ } [ الأحزاب : 60 ] أي : هكذا سنة الله في منافقي كل أمة خلت من قبل : القتل إن لم ينتهوا عن إظهار نفاقهم . وكذلك سنته في منافقي أمتك إن لم ينتهوا عن إظهار نفاقهم . قال تعالى : { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ } أي : عن الإسلام ، كانوا يصدون عنه قال : { فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينُ } أي : من الهوان في عذاب جهنم .