Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 12-13)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ } أي : لذنوبكم . ولم يكن فيها شيء مؤقت . ولكن ما قل أو كثر . فكان الرجل يستخلي بالنبي عليه السلام في اليوم مراراً لحوائجه فلا يستطيع أحد أن يخلو به حتى يقدم بين يدي نجواه صدقة . وبلغنا أن أول من قدم بين يدي نجواه صدقة علي بن أبي طالب . فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : لا بد لنا منك لحوائجنا أن نستخلي فيها يا رسول الله ، وكلما أردنا أن نستخلي لحوائجنا أردنا أن نقدم بين يدي نجوانا صدقة ، فإنا والله ما نطيق ذلك ، وإن أموالنا لا تطيق ذلك ، فأنزل الله : { فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ } أي : دون أن شكوتم فقلتم إن أموالنا لا تطيق ذلك { وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاة } أي : إن ذلك يضع عنكم هذه الصدقات ، وهي الصلاة المكتوبة والزكاة المفروضة . وقال بعضهم : كان الناس أحفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسألة ففطمهم الله عنه بهذه الآية : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً } فكان أحدهم لا يسأل النبي عليه السلام حاجة حتى يقدم بين يدي نجواه صدقة . فاشتد ذلك عليهم ، فأنزل الله هذه الآية فنسختها : { ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ } أي : أتموا الصلاة { وَآتُواْ الزَّكَاةَ } أي : أتموا الزكاة . قال تعالى : { وَأَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } .