Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 15-17)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال عزّ وجلّ : { كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } [ من قبل قتل قريظة ] { قَرِيباً ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ } يعني بني النضير . كان إهلاك الله إياهم قريباً : كان بين إجلاء بني النضير وقتل قريظة سنتان . نزلت هذه الآية من قوله عز وجل : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنُخْرِجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ … } إلى هذا الموضع في قتل قريظة ، من قبل أن ينزل قوله : { مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَى أُصُولِهَا … } إلى قوله عز وجل : { وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاَّ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } وهي بعدها في التأليف . وتفسير مجاهد : { الَّذِين مِن قَبْلِهِمْ قَرِيباً } أي : كفار قريش يوم بدر . قال تعالى : { ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ } أي : ذاقوا عقوبة أمرهم . والوبال العقوبة . { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . قال : { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَال إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } بريء منه ومن عبادته إياه . { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ } أي : عاقبة الشيطان والذي عبده { أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآؤُاْ الظَّالِمِينَ } أي : المشركين . فضرب الله مثل المنافقين واليهود حين اغترت اليهود بما وعدهم المنافقون من النصر فخذلوهم ولم ينصروهم { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَال إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } … إلى قوله عز وجل : { وَذَلِكَ جَزَآؤُاْ الظَّالِمِينَ } . وبلغنا أن عابدا كان في بني إسرائيل قد خرج من الدنيا واتخذ دَيرا يتعبّد فيه . فطلبه الشيطان أن يزله فأعيا عليه . فلما رأى الشيطان ذلك جاء إلى ابنة الملك فدخل فيها فأخذها . فدعوا لها الأطباء فلم يغنوا عنها شيئا . فتكلم على لسانها فقال : لا ينفعها شيء إلا أن تأتوا بها إلا فلان الراهب فيدعو لها . فذهبوا إليه فجعلوها عنده . فأصابها يوما ما كان بها فانكشفت ، وكانت امراة حسناء فأعجبته بياضها وحسنها فوقع عليها فأحبلها . فوسوس الشيطان إلى أبيها وإخوتها بأنه قد وقع عليها فأحبلها . ثم وسوس إلى الراهب فقال له : اقتلها وادفنها لئلا يعلموا أنك أحبلتها . فقتلها الراهب ودفنها في أصل حائط . فجاء أبوها وإخوتها ، وجاء الشيطان بين أيديهم فسبقهم إلى الراهب وقال : إن القوم قد علموا ما صنعت بالمرأة ، فإن سجدت لي سجده رددتهم عنك فسجد له . فلما سجد له أخزاه الله وتبرأ منه الشيطان . وجاء أبوها وإخوتها فاستخرجوها من حيث دفنها وعمدوا إلى الراهب فصلبوه . فضرب الله مثل المنافقين حين خذلوا اليهود فلم ينصروهم . وقد كانوا وعدوهم النصر { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ } في هذه الآية { إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَال إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } ، وكذب . قال الله عز وجلَ : { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ } أي عاقبة الشيطان وذلك الراهب { أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآؤُاْ الظَّالِمِينَ } . وهو تفسير مجاهد .