Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 18-23)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } أي : للآخرة { وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خِبِيرٌ بِمَا تَعْملُونَ } أي : عالم بأعمالكم . { وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُواْ اللهَ } أي : تركوا العمل لله بفرائضه { فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُمْ } أي : تركهم من الخير ولم يتركهم من الشر . { أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } من فاسق مشرك ، أو فاسق منافق ؛ جمعهم كلهم جميعاً . قوله عز وجل : { لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ } أي : أهل النار وأهل الجنة { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَآئِزُونَ } أي : فازوا من النار إلى الجنة . قوله عز وجل : { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ } أي : على حدِ ما أنزلناه على العباد من الثواب والعقاب والوعد والوعيد والأمر والنهي { لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّن خَشْيَةِ اللهِ } يوبخ بذلك العباد . ونظيرها قوله تعالى : { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [ الأحزاب : 72 ] . وقد فسّرناه في سورة الأحزاب . قال تعالى : { وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } أي : لكي يتفكروا فيعلموا أنهم أحق بخشية الله من هذا الجبل ، لأنهم يخافون العقاب ، وليس على الجبال عقاب . قوله تعالى : { هُوَ اللهُ الَّذِي لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } أي : لا معبود سواه { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ } الغيب ما أخفى العباد وَالشَّهَدَةِ مَا أَعْلَنُوا . قال تعالى : { هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } وقد فسّرناه في فاتحة الكتاب . { هُوَ اللهُ الَّذِي لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ } أي : المبارك ، أي إن البركة من قبله . وتفسير الكلبي : القدوس : الطاهر { السَّلاَمُ } أي : الذي سلمت الخلائق من ظلمه { الْمُؤْمِنُ } تفسير الحسن : المؤمن بنفسه قبل إيمان خلقه ، كقوله عز وجل : { شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ } يعني المؤمنين … إلى آخر الآية . [ آل عمران : 18 ] . وقال بعضهم : أمن الله الخلائق من ظلمه . وقال بعضهم : الموفي خلقه بما وعدهم ، هو المؤمن . { المُهَيْمِنُ } أي : الأمين على ما حدّث أنه كائن وأنه يكون ، وبعضهم يقول : الشاهد على خلقه . وتفسير مجاهد : الشهيد ، وهو نحوه . { الْعَزِيزُ } في نقمته . وقال الحسن : ( العَزِيزُ ) بعزته ذلّ من دونه { الجَبَّارُ } أي الذي تجبر على خلقه . وقال بعضهم : القاهر لخلقه بما أراد . { المُتَكَبِّرُ } أي : الذي تكبر على خلقه . { سُبْحَانَ اللهِ } نزه نفسه { عَمَّا يُشْرِكُونَ } .