Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 6-7)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال تعالى : { وَمَآ أَفَآءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا َرِكَابٍ وَلَكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَآءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . فظَن المسلمون أنه سيقسمه بينهم جميعاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار إن شئتم أن أقسم لكم وتقرون المهاجرين معكم في دياركم فعلت ، وإن شئتم عزلتهم وقسمت لهم هذه الأرض والنخل . فقالوا يا رسول الله ، بل أقرهم في ديارنا واقسم لهم الأرض والنخل . فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين . قوله تعالى : { مَّآ أَفَآءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِن أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ } [ تفسير قتادة : لما نزلت هذه الآية كان الفىء في هؤلاء كلهم فلما نزلت الآية في الأنفال : { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءِ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ } [ الأنفال : 41 ] نسخت الآية الأولى وجعلت الخمس لمن كان له الفيء فصار ما بقي من الغنيمة لأهل القتال . قال بعضهم : وكتب عمر بن عبد العزيز : إن كلا الآيتين واحدة لم تنسخ إحْدَاهُمَا الأخرى . وتفسير الحسن إن الفيء الجزية ، ولا يجعلها منسوخة . قال : { مَآ أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنَ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ } فهذا سهم واحد . قال : { وَلِذِي الْقُرْبَى } أي : قرابة النبي عليه السلام ، { وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ } . ذكروا أن نجدة بن عامر كتب إلى ابن عَباس يَسأله عن سهم ذوي القربى فكتب إليه : إنا كنا نراها قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبى ذلك علينا قومنا . ذكروا أن أبا بكر وعمر حملا عليه في سبيل الله . قال : [ يحيى ] وبلغني عن الحسن أنه قال : يعطى منه قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال في ابن السبيل : هو الغازي يعطى منه إذا احتاج وإن كان في بلده غنيا . قال تعالى : { كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ } يعني الفيء فلا يكون فيه للفقراء والمساكين حق . قال تعالى : { وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ } نزلت في الغنيمة صارت بعد في جميع الدين . { وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ } من الغلول { فَانتَهُواْ } وهي بعد في جميع الدين . { وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } أي : إذا عاقب .