Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 124-127)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَا جَاءَتْهُمْ ءَايَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا } أي الذين أشركوا { صَغَارٌ عِندَ اللهِ } أي ذلة عند الله { وَعَذَابٌ شَدِيدٌ } أي في الآخرة { بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ } أي : يشركون . قوله : { فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ } أي يوسع صدره { لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدِ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً } والحرج الضيق ، وهو كلام مثنى وهو الشك { كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ } أي يثقل عليه ما يُدْعَى إِليه من الإِيمان . وفي تفسير الحسن : كأنما يكلّف أن يصعّد في السماء . قال الله : { كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ } يعني رجاسة الكفر { عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } . قوله : { وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ } أي الإِسلام { مُسْتَقِيماً } مستقيماً إلى الجنة . وإنما انتصب لأنه من باب المعرفة ، كقولك : هذا عبد الله مقبلاً . قوله : { قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ } أي بَيَّنَّا الآيات { لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } أي إنما يتذكر المؤمن كقوله : { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ } [ يس : 11 ] أي : إنما يقبل نذارتك من اتبع الذكر . قوله : { لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ } والسلام هو الله وداره الجنة . قال : { عِندَ رَبِّهِمْ } كقوله : { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } [ الغاشية : 10 ] أي في السماء . وكقول امرأة فرعون : { رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ } [ التحريم : 11 ] أي في السماء ، وكقوله : { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } [ القمر : 55 ] أي في السماء . يقول : إن الجنة في السماء عند الله ، ولو كانت الجنة في الأرض لكانت أيضاً عند الله ، ولكنه أخبر بموضع الجنة أنها في السماء عند الله كما أن النار في الأرض عند الله . وفيما يؤثر أن أربعة أملاك التقوا فتساءلوا فيما بينهم من أين جاءوا . فقال أحدهم : جئت من السماء السابعة من عند ربي ، وقال الآخر : جئت من الأرض السفلى من عند ربي ، وقال الآخر : جئت من المشرق من عند ربي . وقال الآخر : جئت من المغرب من عند ربّي . ذكروا أن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السلام اسم من أسماء الله " . قال : { وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }