Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 131-135)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ } أي : لم يبعث إليهم رسولاً ، يعني من أهلك من الأمم السالفة حين كذبوا رسلهم . يقول : لم أكن لأهلكهم حتى أبعث فيهم رسولاً احتج به عليهم ، ولم أكن لأظلمهم فأعذبهم قبل مبعث الرسل والاحتجاج بالكتب . قوله : { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا } أي : على قدر أعمالهم . قال الله في أهل النار { جَزَاءً وِفَاقاً } [ النبأ : 26 ] أي وافق أعمالهم الخبيثة . وقال في أهل الجنة : { جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً } [ النبأ : 36 ] أي على قدر أعمالهم . ذكر بعض الفقهاء قال : يقول الله : ادخلوا الجنة برحمتي واقتسموها بأعمالكم . قوله : { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } . قوله : { وَرَبُّكَ الغَنِيُّ } أي عن خلقه وعن عبادتهم { ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } أي بعذاب الاستئصال ، يعني المشركين { وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم } أي كما خلقكم { مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ ءَاخَرِينَ } . قوله : { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لأَتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } أي ما أنتم بالذين يعجزون الله فتسبقونه حتى لا يقدر عليكم . قوله : { قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ } وهذا وعيد ، أي إعملوا على ناحيتكم ، أي على كفركم ، { إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ } أي دار الآخرة ، وعاقبتها الجنة ، أي فستعلمون يوم القيامة أنَّا أهل الجنة وأنكم أهل النار . { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } أي المشركون ، وهو ظلم فوق ظلم ، وظلم دون ظلم . وقد تحمل الآية على جميع الظالمين من المشركين وغيرهم ، وقد تكون الآية خاصة ثم تعمّ .