Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 22-26)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } يعني أوثانهم الذين يزعمون أنها تقربهم إلى الله زلفى ، أي قربة . ذلك في أمر دنياهم ليصلحها لهم ، ولا يقرّون بالبعث . قوله : { ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ } قال مجاهد وغيره : معذرتهم ، وقال الكلبي : معذرتهم وحجتهم { إِلاَّ أَن قَالُوا وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } . قال مجاهد : قالوا ذلك حين خلدوا في النار . قال : { انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ } قال الحسن : جحدوا أنهم لم يكونوا في الدنيا مشركين . وقال بعضهم : انظر كيف كذبوا على أنفسهم باعتذارهم بالكذب والباطل { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } أي يشركون . وقال الحسن : { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } أي : الأوثان التي عبدوها ضلّت عنهم فلم تغن عنهم شيئاً . وقال مجاهد : { انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ } : بتكذيب الله إياهم . قوله : { وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمُ أَكِنَّةً } أي غُلُفاً { أَن يَفْقَهُوهُ } أي لئلا يفقهوه { وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً } أي صمماً عن الهدى . { وَإِن يَرَوْا كُلَّ ءَايَةٍ } يعني ما سألوا النبي عليه السلام من الآيات . { لاَّ يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ } ومجادلتهم أن { يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } أي كذب الأولين وباطلهم . يعنون القرآن . وقال الكلبي : كان النضر بن الحارث أخو بني عبد الدار كثير الأحاديث عن الأعاجم . فلما حدثهم نبي الله صلى الله عليه وسلم عن القرون الأولى قال النضر : { إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } . قوله : { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ } ذكروا أنها نزلت في أبي طالب ؛ كان ينهى عن النبي من يؤذيه وينأى عما جاء به ، أي يتباعد عنه . وقال الحسن : { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ } أي عن [ اتِّباع ] محمد وينأون عنه أي ويتباعدون عنه فراراً { وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ } بذلك { وَمَا يَشْعُرُونَ } أنهم يهلكون أنفسهم بذلك .