Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 23-33)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال تعالى : { فَانطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } أي : يتسارّون بينهم { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ } أي : أن لا تطعموا اليوم مسكيناً . قال عز وجل : { وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ } أي : على جِدّ من أمرهم ، أي جادّين ، { قَادِرِينَ } أي : قادرين على جنتهم في أنفسهم . قال الحسن : { عَلَى حَرْدٍ } أي : على منع من الفاقة . قال عز وجل : { فَلَمَّا رَأَوْهَا } خرابا سوداء ، وعهدهم بها في الأمس عامرة ، { قَالُواْ إِنَّا لَضَآلُّونَ } أي : ضللنا الطريق ، أي ظنوا إنها ليست جنّتهم . ثم أيقنوا أنها جنتُهم فقالوا : { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } أي : حُرِمنا خيرَ جنّتنا . { قَالَ أَوْسَطُهُمْ } أي : أعدلهم { أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ } أي هلا تستثنون . { قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ قَالُوا يَاوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ } . قال الله عز وجل : { كَذَلِكَ الْعَذَابُ } أي : هكذا كان العذاب ، أي : كما قصصته عليك ، يعني ما عذِّبهم به مِن إهلاك جنّتهم . { وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ } من عذاب الدنيا { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } يعني قريشا . رجع إلى قوله : { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ } ، يعني قريشاً ، لو كانوا يعلمون لعلموا أن عذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحصاد ليلاً وعن الجداد ليلا . ذكروا عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يُصرَم ليلاً وأن يُحصَد ليلاً . ذكروا عن ابن عمر في قوله تعالى : { وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ } [ الأنعام : 141 ] . قال : هو سوى العشر ونصف العشر أن يُنَاوَل منه يوم حصاده . وذكروا عن مجاهد . وقال بعضهم : هو ما أخطأ المنجل . قال بعضهم تراه إنما نهى عن الصرام ليلاً وعن الحصاد ليلاً وأن يضحى ليلاً لما كان للمساكين لئلا يُحرَمُوا أن يطعموا منه ولا يصنعون كما صنع أصحاب الجنة . ذكروا عن الحسن وسعيد بن جبير قالوا : { وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ } قالوا : الزكاة المفروضة .