Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 17-25)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال تعالى : { تَدْعُواْ مَن أَدْبَرَ } [ عن الإيمان ] { وَتَوَلَّى } [ عن طاعة الله ] { وَجَمَعَ فَأَوْعَى } أي [ وجمع المال ] فأوعاه . قال تعالى : { إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } أي : ضجوراً { إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ } أي : الشدة { جَزُوعاً } اي : إذا أصابته الشدة لم يصبر فيها ، ليست له فيها حسبة ، يعني المشرك ، { وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ } أي : إذا أعطى المالَ { مَنُوعاً } أي : يمنع حق الله فيه . وذلك من المشرك والمنافق ضجر . ثم استثنى المؤمنين من الناس فقال : { إِلاَّ الْمُصَلِّينَ } يعني المسلمين { الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } أي : يديمون عليها في تفسير الحسن . وقال الحسن : يقومون على مواقيتها . وهو واحد . وقال بعضهم : { دَائِمُونَ } أي : لا يلتفتون . قال : { وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } تفسير الحسن : هي الزكاة المفروضة . { لِّلسَّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ } . تفسير الحسن : السائل : المسكين الذي يسأل عند الحاجة ، ثم يكف عن المسألة حتى ينفد ما في يده . قال : والمحروم الفقير الذي لا يسأل على حال ، فَحُرِم أن يعطى عن المسألة كما يعطى السائل ، [ وإذا أعطي شيئاً قبل ] . ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المسكين ليس بالطوّاف الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يسأل الناس إلحافاً " . ذكروا عن ابن عباس قال : المحروم المُحارَف الذي لا سهم له في الغنيمة . ذكروا عن بعضهم قالوا : هم أصحاب صُفَّة مسجد النبي عليه السلام ، وهم فقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لا يستطيعون الغزو فجعل لهم يومئذ منها سهماً , ثم نزلت الآية التي في سورة براءة : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ التوبة : 60 ] فصارت عامة ، وهذه السورة فيما بلغنا مكية ، وهذه الآية مدينة ، والله أعلم .