Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 1-4)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تفسير سورة سَأَل سَائِلٌ ، وهي مكية كلها { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله تعالى : { سَأَلَ سَآئِلٌ } العامة يقرأونها بالهمز ويقولون : هو من باب السؤال . وتفسير الحسن أن المشركين سألوا النبي عليه السلام : لمن هذا العذاب التي تذكر ، يا محمد ، أنه يكون في الآخرة . فقال الله تعالى : سأَل سائل { بِعَذَابٍ } أي : عن عذاب { وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ } . وتفسير الكلبي : إنه النضر بن الحارث ، أخو بني عبد الدار قال : { اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطَِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] . قال : فقتل يوم بدر ، وله في الآخرة عذاب أليم . وبلغنا عن عبد الرحمن أنه كان يقرأها : { سَالَ سَائِلٌ } من باب السيلان . قال هو واد من نار يسيل بعذاب واقع للكافرين . قال تعالى : { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِّنَ اللهِ } يدفعه { ذِي الْمَعَارِجِ } أي : ذي المراقي إلى السماء { تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث ليلة أسري به لما أتى بيت المقدس على البراق : أتي بالمعراج فإذا هو أحسن خلق الله . ألم تر إلى الميت حيث سوى بصره ، فإنما يتبع المعراج عجباً به . قال : فقعدنا فيه ، فعرج بنا حتى انتهينا إلى باب الحفظة ، فذكر ما رأى في تلك الليلة في السماء . قال تعالى : { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } . ذلك يوم القيامة . وقوله : { مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } أي : لو كلفتم القضاء فيه بين الخلائق لم تفرغوا فيه منه في مقدار خمسين ألف سنة ، والله تعالى يفرغ منه في مقدار نصف يوم من أيام الدنيا . وهو قوله عز وجل : { وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ } [ الأنعام : 62 ] .