Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 15-25)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال تعالى : { ثُمَّّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } قال بعضهم : فلم يزده بعد هذه الآية شيئاً . تفسير الحسن : { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } أي : أن أدخله الجنة . أي : لقول المشرك { وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّيَ إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى } [ فصلت : 50 ] أي : للجنة إن كانت جنة . وكقوله : { وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً } [ الكهف : 36 ] . وكقوله : { لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } [ مريم : 77 ] أي : في الجنة إن رددت إلى ربي كما تقولون . قال الله : { كَلاَّ } أي : لا ندخله الجنة ، وليس له فيها المال والولد . { إِنَّهُ كَانَ لأَيَاتِنَا عَنِيداً } أي : معانداً لها ، جاحداً بها . { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } ذكروا عن الحسن وغيره قال : عذاباً لا راحة فيه . ذكروا عن كعب قال : هو جبل في جهنم يصعده الكافر إلى أعلاه ، فإذا بلغ أعلاه رد حتى يبلغ إلى أسفله ، ثم يصعد إلى أعلاه ، ثم ينزل إلى أسفله . قال تعالى : { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } أي : فلعن كيف قدر . { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ } أي : كلح { ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَآ } أي : القرآن { إِلاَّ سِحْرٌ يُؤثَرُ إِنْ هَذَآ إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ } . تفسير الكلبي أن الوليد بن المغيرة قال لقريش : إن أمر هذا الرجل ، يعني النبي عليه السلام قد فشا ، وقد حضر الموسم . وإن الناس سيسألونكم عنه فما تردون ؟ قالوا : نقول : إنه مجنون . قال : إذن والله يستنطقونه فيجدونه فصيحاً عاقلاً فيكذبونكم . قالوا : فلنخبرهم أنه كاهن [ فقال : إذن والله يلقونه فيخبرهم بما لا يخبرهم به الكاهن . قالوا : فنخبرهم أنه شاعر ] . قال : فإنهم يعرفون الشعر ويروونه ، فلا يسمعون شيئاَ يشبه الشعر . ثم انصرف إلى بيته فقالت قريش : صبا والله الوليد ، وأيم الله لئن صبا الوليد لتصبونّ قريش كلها . فقال أبو جهل : أنا أكفيكموه . فانطلق أبو جهل فجلس إليه وهو كهيئة الحزين . فقال له : ما يحزنك يا ابن آخي . فقال : وما لي لا أحزن ، وهذه قريش تجمع لك نفقة ليعينوك بها على كبرك وزمانتك . قال : أو لست أكثر منهم مَالاً وولداً ؟ قال : فإنهم يقولون : إنك قلت الذي قلت لتصيب من فضول طعام محمد وأصحابه . فقال : والله ما يشبعون من الطعام فأيُّ فضل يكون عندهم . ولكني أكثر حديث نفسي فإذا الذي يقول سحر وقول بشر . ذكروا عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الفتنة تلقح بالنجوى ، وتولد بالشكوى ، فلا توقظوها إذا رقدت ، ولا تثيروها إذا هي اجتمّت . قال : الفتنة راتعة في بلاد الله تطأ في خطامها حتى يأذن الله لها فيها . فإذا أذن الله لها فويل لمن أخذ بخطامها . من طلب الفتنة ذهب بقاؤه ، وقل نماؤه ، وكانت النار مأواه . ألا ففروا من الفتنة كما تفر الوحوش بأولادها . ألا فالحذر الحذر ، فإنه لن ينجو من الفتنة إلا من صانع الذل ، ولأن يقال لك ذليل ضعيف خير من أن يقال لك إنك من أصحاب السعير . قال : فاجتمع إليه قومه فقالوا يا أبا المغيرة ، كيف يكون قوله قولَ بشر وسحراً ؟ قال : أذكركم الله ، هل تعلمون أنه فرق بين فلانة وزوجها ، وبين فلان وأبيه ، وبين فلان وأخيه ، وبين فلان ، مولى بني فلان ، ومواليه ، يعني من أسلم واتبع النبي عليه السلام . فقالوا : اللهم نعم ، قد فعل ذلك . قال : فهو ساحر . قال مجاهد : وكان ذلك في دار الندوة . قال الله : { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أََدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤثَرُ إِنْ هَذَآ إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ } يعني عداساً ، غلام عتبة . كقوله عز وجل : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ } [ النحل : 103 ] ؛ عدّاس في تفسير الحسن .