Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 26-31)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال الله عز وجل : { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } وسقر اسم من أسماء جهنم { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } أي : لم تكن تدري ما سقر حتى أعلمتك . قال تعالى : { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } أي : لا تبقي ، إذا دخلها ، شيئاً من لحمه ودمه وشعره وبشره وعظامه وأحشائه حتى تهجم على الفؤاد فتطبخ الفؤاد . فإذا انتهت إلى الفؤاد لم تجد شيئاً تتعلق به . ثم يجدد الله خلقه فتأكله أيضاً . وهو قوله : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ } [ النساء : 56 ] . وقال مجاهد : { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } أي : لا تحيي ولا تميت . قوله عز وجل : { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } أي : محرقة للجلد ، تأكل كل شيء إلا الفؤاد . { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } . لما نزلت قال أبو جهل : يا معشر قريش إني أرى محمداً يخوّفكم بخزنة النار ، ويزعم أنهم تسعة عشر وأنتم الدَّّهم ، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم فتخرجوا منها ؟ فقال أبو الأشد الجمحي : أنا أكفيكم منهم سبعة عشر : عشرة على ظهري وسبعة على صدري ، فاكفوني أنتم اثنين . فأنزل الله : { وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً } [ أي : فمن يطيقهم ] { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً } أي بلية { لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ } لأنهم في كتبهم تسعة عشر { وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُواْ إِيمَاناً } أي : تصديقاً { وَلاَ يَرْتَابَ } أي : ولا يشك { الَّذينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالْمُؤمِنُونَ } أي : فيما أنزل الله من عددهم { وَلِيَقُولَ الَّذينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } أي : نفاق { وَالْكَافِرُونَ } أي الجاحدون { مَاذَآ أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلاً } [ أي : ذكرها ] وذلك منهم استهزاء وتكذيب . قال الله : { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَن يَشَآءُ } بترك الإِيمان بالقرآن الذي فيه التسعة عشر . { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث ليلة أسري به قال : فعرج بي حتى انتهيت إلى باب الحفظة وعليه ملك يقال له إسماعيل جنده سبعون ألف ملك . ثم تلا هذه الآية : { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } . قال : { وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } تفسير الحسن وغيره : يعني النار : رجع إلى قوله : { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } .