Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 11-16)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال : { فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً } أي في وجوههم { وَسُرُوراً } أي في قلوبهم . قال : { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَآئِكِ } أي : على السرر في الحجال { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } الزمهرير : البرد الشديد . وقال مجاهد : البرد الذي يقطع . ذكروا عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس في الجنة ليلة تظلم ولا حر ولا برد يؤذيهم " . قوله عز وجل : { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا } أي ظلال الشجر { وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } أي : ذللت لهم ثمارها يتناولون منها قعوداً ومضطجعين وكيف شاءوا . وتفسير مجاهد : إن قام ارتفعت بقدره ، وإن قعد نزلت حتى ينالها ، وإن اضطجع تدلت إليه حتى ينالها . قال عز وجل : { وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَا مِن فِضَّةٍ } والأكواب : الأكواز ؛ تسمي العرب الواحد منها كوزاً ، وهو الكوب المدور القصير العنق القصير العروة . والإِبريق : الطويل العنق الطويل العروة . ومعنى : { كَانَتْ قَوَارِيرا مِن فِضَّةٍ } أي : اجتمع صفاء القوارير في بياض الفضة . وذلك أن لكل قوم قوارير من تراب أرضهم ، وأن تراب الجنة فضة ، فهي قوارير من فضة يشربون فيها ؛ يرى الشراب من وراء جدر القوارير ، وهذا لا يكون في فضة الدنيا . قال : { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } أي : في أنفسهم ، فأتتهم على ما قدروا واشتهوا من صغار وكبار وأوساط ، هذا تفسير بعضهم . وتفسير مجاهد : متشابهة لا تنقص ولا تفيض . وبعضهم يقرأها : { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } أي : على قدرِ رَبِّهِمْ فلا يفضل عنهم شيء ولا يشتهون بعدها شيئاً ، وهو مقرأ ابن عباس .