Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 10-10)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ دَعْواهُم } أى دعاؤهم قاله سيبويه ، وقيل كلامهم ، وقيل طلبهم لما يشتهون { فيها سُبْحانك اللَّهم } أى نزَّهناك يا ألله عن كل سوء تنزيها . روى أن أهل الجنة إذا اشتهوا الطعام قالوا سبحانك اللهم فتأتيهم الخدم بما يشتهون على الموائد ، كل مائدة ميل فى ميل ، على كل مائدة سبعون ألف صحيفة ، فى كل صحيفة لون من الطعام لا يشبه بعضها بعضاً ، قيل ذلك علامة بينهم وبين الخدم . روى أنهم يقولون ذلك على طائر ما أرادوا ، فيحضر على حال يردونها وفوقها ، ويخرج طعامهم جشاء وعرقاً ، يفوحان كالمسك ، ويجوز أن يراد بدعواهم عبادتهم كما قال { ادعوه } بمعنى اعبدوه ، كأنه قيل عبادتهم فيها سبحانك اللهم ، كقوله { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء } أى قولهم ذلك كالعبادة ، وليس بعبادة تكليف ، ولا تكليف فى الجنة ، بل يلهمون التسبيح والحمد ، كما يلهمون النفَس ، وفى ذلك كمال لذاتهم وسروهم . { وتحيَّتهُم } فيما بينهم ، أو تحية الملائكة ، أو الله بواسطة الملائكة لهم ، فعلى الأول الإضافة إضافة مصدر لفاعله أو مفعوله ، وعلى الثانى والثالث إضافة مصدر لمفعوله ، والتحية مأخوذة من معنى الحياة والدعاء بها { فِيها سَلامٌ } هو من السلامة مما يكرهون ، أى يقول بعض لبعض ، أو يقال لهم سلام عليكم . { وآخرُ دَعْواهم أن الحمْدُ لله ربِّ العَالمينَ } يلهمون ذلك إلهاماً كما مر ، أو إذا قالوا سبحانك اللهم أتى بما يشتهون ، وإذا أكلوا حمدوا الله فيرفع الطعام ، وعن الزجاج يبتدئ أهل الجنة بتعظيم الله وتنزيهه ، ويختمون بالثناء عليه والشكر ، وقيل يفتتحون كلامهم بالتسبيح ، ويختمونه بالحمد ، أو إذا دخلوها وعاينوا عظمة الله سبحانه وتعالى نعتوه بنعت الجلال ، ثم تحييهم الملائكة أو الله بالسلامة عن الآفات ، والفوز بالكرامات ، فيثنون عليه بصفات الإكرام ، وأن مخففة من الثقيلة ، وقد قرأ ابن محيصن ، ويعقوب ، وأبو حيوة بالتشديد ، ونصب الحمد وهى دليل على أنها مخففة فى قراءة الجمهور ، وليست مفسرة لعدم تقدم الجملة ، ولو تقدم معنى القول وهو آخر دعواهم ، فإن الدعوة قول ، وآخر القول قول .