Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 11-11)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولو يُعجِّل اللهُ للنَّاس الشرَّ } كالفقر والمرض والموت { اسْتعْجالهم بالخَيْر } أى تعجيلا مثل استعجالهم ، أى مناسبا لاستعجالهم بمعنى تعجيلا آتيا على مقتضى استعجالهم بالخير ، ومقتضاه التعجيل ، وإلا فالاستعجال غير التعجيل بل طلب العجلة ، وذلك أنهم يحبون العجلة بالخير ، ويكرهون الشر ، وقد استوجبوه بأعمالهم ، فأملهه الله رفقا ولطفاً ، هذا ما ظهر لى فى إعراب الآية ومعناها ، ولك أن تقول استعجالهم بالخير سبب وملزوم فى الجملة للتعجيل به ، فوضع موضع التعجيل ، فكأنه قيل تعجيلا مثل تعجيلهم ، وفيه إشارة إلى سرعة إجابته حتى كان استعجالهم بالخير تعجيل به لهم . وأما على قول ابن عباس ، وقتادة أن ذلك فى دعاء الإنسان عند الغضب على نفسه وأهله وماله بالشر ، وقول بعض إنه فى قولهم { إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء } وقول بعض إنه فى قولهم { إيتنا بما تعدنا } ونحو ذلك ، فالتقدير ولو يعجل الله للناس الشر حين استعجلوه استعجالا مثل استعجالهم بالخير ، فحذف عامل المصدر وغيره للدلالة عليه ، ويجوز الوجه الأول أيضا فى هذه الأقوال . { لقُضِىَ إلَيهمْ أجلُهم } وصل إليهم أجل الموت فيموتوا ، فإن الموت من جملة الشر ، وقرأ ابن عامر ، ويعقوب ، وعيسى بن عمرو بالبناء للفاعل وهو الله ، ونصب الأجل كما قرأ ابن مسعود لقضينا إليهم أجلهم ، وفى الحديث " " لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو به ، فإن أحدكم إذا مات انقطع عمله ، وإن أحدكم يزداد فى أجله خيرا ، " ويجوز أن يقول " اللهم أمتنى إذا كان الموت خيراً لى " وفى الحديث " اللهم أتخذ عندك عهداً لن تخلفنيه فإنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر ، فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة يقرب بها إليك وكفارة له يوم القيامة " . { فنَذرُ } عطف على حرف النفى ومنفيه محذوفين مدلولا عليهما بلو ، فإنها امتناعية ، والامتناع نفى ، والتقدير لا نفعل ذلك فنذر { الَّذينَ } موضوع موضع الضمير تقبيحا لهم بصلته ، على أن المراد بالناس الكفار فقط ، وإلا فالظاهر على أصله ، وقرأ الأعمش فذر { لا يرْجُون لقاءنا فى طُغْيانهم يعْمهُون } يترددون إمهالا واستدراجاً .