Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 16-16)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ لَو شاءَ اللهُ } غير ذلك { ما تَلوتُه عَليْكُم } بأن لا ينزله علىَّ ، والأمر بمشيئته ، ولا بمشيئتى ، فضلا عن أن أجعله كما تحبون ، ولولا أن الله سبحانه وتعالى أنزله على ما قدرت عليه ، فإنه عجيب خارق للعادة ، لا يستطيع مثله مخلوق ، ولا سيما أنى لم أعلم الكتابة ، ولم أشاهد العلماء ساعة من عمرى ، ولا نشأت فى بلد فيه علماء . { ولا أدْراكُم } أعلمكم ولا نافية ، والألف ممالة ، وقرأ ورش بين بين ، وأخلص الفتح ابن كثير ، وقالون ، وحفص ، وهشام ، والنقاشى عن الأخفش { بهِ } على لسانى ، وقرأ ابن كثير ولأدراكم بلام جواب لو ، وإسقاط الألف قبل الدال ، وذلك لما عطف على جواب لو صح قرنه باللام ، لأنه كالجواب ، ومعناها التوكيد ، وكذا لام جواب لولا ، ولام جواب القسم ، ويفدن الربط مع ذلك أيضا ، والمعنى ولأعلمكم به على لسان غيرى ، فإنه الحق الذى لا مفر منه ، لو لم أرسل به لأرسل به غيرى ، ولكن مَنَّ الله علىَّ به ، وذلك رواية النقاش ، عن أبى ربيعة ، عن البزى ، عن ابن كثير . وقرأ ابن كثير من طريق آخر كالجمهور ، وقرأ الحسن ، وابن سيرين ، وأبو رجاء ، ولا ادرأتكم به بهمزة ساكنة بعد الراء على لغة من يقلب الألف المبدلة من الياء فى الآخر ألفا ، قال أبو حاتم هى لغة بنى الحارث بن كعب ، وعن قطرب لغة عقيل ، قلت هى لغة القبيلتين ، وقبائل من اليمن ، وتعضده قراءة ابن عباس ، وشهر بن حوشب ، ورويت تلك القرءاة عن ابن عباس أيضا ولأنذرتكم به وروى الفراء ، ولا أدراكم به بهمزة مفتوحة بدون تاء على تلك اللغة ، وذلك أن الألف والهمزة من واد واحد ، ويجوز أن يكون الهمزة من درأ دفعه ، وأدخلت همزة التعدية أولا للبعدية ، يقال أدراه إياه ، أى جعله دافعا له ، فتعدى بالهمزة إلى مفعول آخر ، أى ولاجعلتكم أو لأجعلكم خصماء تدافعوننى . { فَقَد لبثْتُ } وقرأ أبو عمرو لبث بالإدغام { فِيكُم عُمراً } قطعة من عمرى ، أو زماناً مقدار عمر ، وقرئ بسكون الميم { مِنْ قَبْله } من قبل القرآن ، وذلك أنه لبث فيهم أربعين سنة لا يقول به ولا يتلوه ، ولا يتعاطى مثله ، ولا خطبة ولا رسالة { أفلا تَعْقلُون } تدركون بعقولكم أنه من الله لا افتراء منى ، ولا مشيئة منى ، فإن فصاحته غلبت كل فصاحة ، وأعرب عن أقاصيص وأحاديث الأولين والآخرين ، واحتوى على قواعد على الأصول والفروع ، مع بعدى عن مظان علم ذلك وتناوله ، ونشأتى بين أظهركم ، وعلمكم بحالى ، وإقراركم بأنى لا أكذب ، حتى سميت بينكم أميناً . روى أنه كان يرى بمكة خمس عشرة سنة ، يرى الضوء وهو نور الملائكة ، أو نور آيات الله سبحانه وتعالى ، ويسمع الصوت وهو صوت الهاتف من الملائكة ، حتى تم أربعون عاماً رأى الملك عيانا وشافهه بالوحى من الله سبحانه وتعالى . وروى أنه وُكِّل به إسرافيل ثلاث سنين ، يترآى له ويأتيه بالكلمة من الوحى والشىء ، ثم جبريل عليه السلام ، فجاءه بالقرآن وأقام بمكة عشر سنين فى وحى جبريل والنظر إلى ثلاث السنين من إسرافيل ، يكون ذلك ثلاث عشرة ، وقيل أقام بها بالوحى خمس عشرة سنة ، كأنه قرن به إسرافيل خمس سنين ، وأقام بالمدينة عشراً ، ومات ابن ثلاث وستين على الصحيح ، وليس فى رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء .