Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 15-15)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذا تُتلَى عَليْهم } أى على المشركين ، أو على الناس مطلقا { آياتُنا } القرآن { مبيِّناتٍ } حال { قالَ الذينَ لا يرْجُون لقاءنَا } قالوا أى المشركون ، فوضع الظاهر موضع الضمير على الوجه الأول ، أو قال مشركو الناس على الوجه الثانى ، وكان هذا القول متكرراً منهم حقيقة ، أو قالوه مرة ، وكانوا بعدم توبتهم وبإصرارهم على ما يتضمن ذلك القول كمكرريه . { ائتِ } من الله ويقرأ ورش " لقاءنا ائت " بمد نون لقاءنا بألف يبدلها من ياء ائت المبدلة من الهمزة ، التي هى فاء الفعل وسقط ألف نا للألف المذكورة ، وأما همزة الوصل فى ائتنا فلم تثبت ، لأن همزة الوصل لا تثبت فى الدرج ، فانظر قوله تعالى { يا صالح ائتنا } فى الأعراف { بقُرآنٍ غَيْر هَذا } بحيث لا يكون فيه ما نستبعده كالبعث أو نكرهه كذم آلهتنا ، والنهى عن عبادتها ، والوعيد على الشرك { أو بَدِّلْهُ } كله أو ما نكره ، أو نستبعد منه ، وآية عذاب أو تحريم بعكسها من تلقاء نفسك ، أو ائت بقرآن من تلقاء نفسك ، أو بدل بعضه ، قال ذلك مشركو العرب ، وعبارة بعض مشركو مكة ، وعبارة بعض عبد الله بن أمية المخزومى ، والوليد بن المغيرة ، ومكرز بن حفص ، وعمرو بن عبد الله بن أبى قيس العامرى ، والعاصى بن عامر بن هشام ، وقيل الاثنى عشر المستهزئون ، قالوا إن كنت تحب أن نؤمن بك فائت بقرآن ليس فيه ما يغيظنا ، قالوا ذلك استهزاءً وسخرية ، أو تلويحا بأن القرآن من كلامه حتى يمكن له تبديله ، فإنه إذا بدله ولو قال إنه مبدل من الله كالتصريح بأنه منه ، لأن كلام الله ليس متلاعباً به ، قابلا لطلب تبديله ، ويهلك الله من بدله فيستريحوا منه . { قلْ ما يكُون لى } وسكن الياء غير نافع ، وابن كثير ، وأبى عمرو { أن أبدِّله من تِلْقاء نفْسِى } تلقاء فى الأصل مصدر لقى بالتشديد ، وقيل لقى بالتخفيف استعمل ظرفا بمعنى جهة مقابلة ، أى من جهة نفسى وكسر تائه شاذ ، وقرئ بفتحها وسكن غير نافع ، وأبى عمرو ياء نفسى ، وإنما اكتفى بالجواب على التبديل لاستلزام امتناع التبديل لبعضه من تلقاء نفسه امتناع تبديله كله من تلقاء نفسه ، وهذا على التفسير الأخير فى ائت بقرآن غير هذا أو بدله " . وأما على الأول فإنما استغنى بالجواب على التبديل ، لأنه الممكن الجملة ، بخلاف الإتيان بقرآن آخر من الله ، فإنه ليس فى مقدور البشر ، زيدت الياء فى المصاحف بعد همزة تلقائى ، وعليها دائرة حمراء علامة لزيادتها فى الخط ، لأنه لا تسكن سكونا حيا بعد كسرة ، فبان بالدائرة أنها لا ينطق بها ، ولا يمد الصوت بها ، والهمزة قبلها لم توجد فى مصحف عثمان ، فلذلك تكتب بغير الأسود كما فى سائر ما لم يوجد فيه ، وتلك الياء موجودة فيه ، هذا ما استقرت عليه كتبنا معشر المغاربة .