Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 31-31)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قلْ مَنْ يرْزقُكُم } استفهام تقرير { مِنَ السَّماءِ والأرْضِ } أى من مجموعها ، فإن الرزِّق يتحصل بأسباب سماوية ، كالماء وحرارة الشمس ، والمواد الأرضية كالقوة المنبتة ، وكآلات الحديد المتخذة فيها للحرث ، وكالنبات الذى تأكله الأنعام والوحش ، وتأكلونها ، أو المعنى قل من بلغ من لطفه وسعة رحمته ، أن أفاض عليكم الرزق من السماء ومن الأرض كلتيهما لا من إحداهما فقط ، ومن على الوجهين للابتداء ، وقيل بتقدير مضاف ، أى من يرزقكم من أهل السماء والأرض ، فتكون من للبيان متعلقة بمحذوف حال من المستتر فى يرزق ، ولا إشكال فى هذا خلافاً لمن توهم . ويكتب { قل من يرزقكم } إلى { أفلا تتقون } فى ورقة طومار ، وحرز عليها خرقة زرقاء ، وعلقها على عضده تسهلت عليه أسباب الرزق ، وفى قشر قرع حلو ، وعلقها على عضد المرأة اليمنى فتسهل ولادتها ، وفى قصبة بماء كراث قبطى ، ويمحوه بعسل منزوع الرغوة ، ويعقده على النار ، ويقطر منه فى الأذن الوجيعة ثلاث قطرات فتبرأ إن شاء الله . { أمَّنْ يملكُ السَّمعَ } أل للاستغراق ، أى الأسماع والأبصار ، أى من يستطيع خلقها كما هى ، أو من يحفظها مع كثرتها وطول الزمان ، وتضررها بأدنى شئ ، أو من هى فى قبضته يبقيها لمن شاء ، ويذهبها عمن شاء { ومَنْ يُخْرجُ الحىَّ } كالإنسان والأنعام والطير والنبات { مِنَ الميِّتِ } كالنطفة والبيضة ، والأرض والحبة { ويُخْرجُ الميِّتَ } كالنطفة والبيضة ، والأرض والحبة { مِنَ الحىِّ } كالإنسان والأنعام والطير ، بل البيضة أيضا من النطفة ، قال الحسن يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن ، وهو ضعيف عندى ، لا يقبله السياق ، لأنه لا يليق به قوله { فسيقولون الله } لأنهم لا يقرون أن الإيمان كالحياة ، والكفر كالموت . { ومَنْ يُدبِّر الأمْرَ } من يحكم أمور الخلق كلها ، ويعلم عاقبتها ، ويوجدها على مصلحة واستقامة ، وهذا عموم بعد خصوص { فسَيقُولونَ } فاعل ذلك كله { اللهُ } لا غيره ، إذ لا يمكنهم العناد فى ذلك ، والفاء للاستئناف أو لعطف الأخبار على الطلب ، وهو قل ، والأول أولى { فقُلْ } جواب لمحذوف ، أى إذ قالوا ذلك فقل لهم { أفلا تتَّقونَ } الفاء عاطفة على قولهم فاعل ذلك هو الله ، والهمزة من جملة المعطوف ، تقدمت على العاطف ، أو الفاء عاطفة على مقدر بعد الهمزة ، أى أتقرون بذلك فلا تتقون ، والمراد اتقاء ما يوجب سخط الله وعقابه من شرك ومعصية .