Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 108-108)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأمَّا الذينَ سعِدُوا } وقرأ الحسن ، وحمزة ، والكسائى ، وحفص سعدوا بالبناء للمفعول من سعد المتعدى { فَفى الجنَّةِ } أى هم فى الجنة ويقدر المتعلق مضارعا ، لأنه مستقبل أى يثبتون فى الجنة ، أو وصفا مستقبلا ، أو فعلا أو وصفا ماضيين ، لأن ذلك واقع لا محالة ، فكأنه واقع ، وكان ذلك اليوم قد وقع ، وكذا يقال فى قوله { ففى النار } { خَالدِينَ } حال مقدرة ، وصاحبها الضمير فى قوله { فى الجنة } وكذا فى قوله { لهم فيها زفير وشهيق * خالدين فيها } { فِيها ما دَامتِ السَّماواتُ والأرضُ } مثل ما مر { إلا ما شَاءَ ربُّكَ } من سبق بعض لبعض فى الجنة ، فالنقص من البدء على ما مر ، أو مما يتفضل به عليهم سوى الجنة ، مما يعرف غايته وحقيقته ، إلا الله مما هو أعظم منها كالرضوان ، وزيادة درجات ، أو من مدة اللبث فى القبر إلى دخولها ، أو المحشر إلى دخولها فبذلك نقص من البدء ، أو سوى ما شاء الله مما هو غير ذلك زيادة عليه ، أو ما شاء الله من الزيادة ، وزيادة فى الوجهين لا آخر لها ، أو خالدين فيها وفيما شاء ربك ، أو استثناء لا يفعله الله ، أو استثناء تعليم وتأديب . وزعم قومنا أن هذا الاستثناء باعتبار البدء منظور فيه إلى من يدخل النار ، ثم يخرج منها ، فإنه لم يخلد كل وقت الخلود بل بعضها ، لكنه بعض دائم ، وفاته وقت كونه فى النار ، وزعمت الجهمية أنه استثناء لكون الجنة وأهلها يفنون كما مر . { عَطاءً } مفعول مطلق مؤكد لمعنى الجملة قبله ، وهو من المؤكد لغيره لا من المؤكد لنفسه وعامله محذوف ، أى أعطوا عطاء ، ومثله أنت ابنى حقا ، أو حال من الجنة ، أو من ضميرها فى فيها أى معطاة { غَيْر مجْذوذٍ } أى مقطوع ، بل هو دائم ، فهذا نص فى أن قوله { ما دامت السماوات والأرض } ليس حدا ينتهى إليه .