Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 109-109)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلا تَكُ } يا محمد بعد ما أنزل إليك من سوء عاقبة أمم الكفر فى { مِريَةٍ } شك { ممَّا يعبُدُ } ما موصول اسمى أو حرف فى { هؤلاء } مشركو العرب فى أنا نعذبهم كما عذبنا من قبلهم ، ممن يعبد الأصنام مثلهم ، أو فى أن عبادة الأصنام تضر ولا تنفع ، فهذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووعيد لهم أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم . { ما يعْبُدونَ إلا كما يعْبُد آباؤهُم مِنْ قَبلُ } تعليل للنهى ، أى لا تشك فى عبادتهم الأصنام أنهم يعذبون عليها ، أو تضر ولا تنفع أو فى وبال عبادتها ، لأنهم ما يعبدون عبادة إلا كعبادة آبائهم من قبل ، أو لأنهم ما يعبدون شيئا إلا مثل ما يعبد آباؤهم من قبل ، وقد بلغك ما أنزل بآبائهم لتلك العبادة فلا يؤمنوا أن ينزل بهم مثل ما نزل بآبائهم ، لأنهم قد عبدوا كعبادتهم ، وما فى هذه أيضا اسم أو حرف . ويجوز أن تكون هذه إشارة إلى أنه لا مسند لهم فى عبادة الأصنام إلا تقليد الآباء ، ويعبد حكاية للحال الماضية ، وقيل على تقدير كان أى كما كان يعبد آباؤهم من قبلهم ، فحذف لدلالة لفظ الآباء ولفظ قبل . { وإنَّا لموفُوهُم } اسم فاعل مضاف الأصل موفيهم بكسر الفاء ، نقلت ضمة الياء لثقلها إلى الفاء ، فكانت ساكنة فحذفت للساكن بعدها ، وضمير النصب لمشركى العرب { نَصيبَهُم } من العذاب كما أوفينا آباءهم أنصباءهم ، ويجوز أن يراد عذاب الآخرة ، أو نصيبهم من الرزق ، فيكون عذر التأخر العذاب عنهم مع قيام ما يوجبه من الكفر ، وعبادة الأصنام ، وعن ابن عباس نصيبهم ما قدر لهم من خير أو شر ، حكاه الداوودى . { غيْرَ منْقُوصٍ } منه حال مؤكدة لعاملها ، فإن توفية الشئ الإتيان به غير منقوص ، ويجوز أن تكون مؤسسة باعتبار بأنه يقال ، وفيه شطر حقه وثلثه وحقه إلا قليلا ، وحقه ناقصا ووفيته حقه مع أن الموفى بعضه .