Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 15-15)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَنْ كانَ يُريدُ الحياةَ الدُّنْيا } بأعماله الحسنة كالقراءة ، وصلة الرحم ، والصدقة ، والجهاد ، وفك الأسير ، وغير ذلك مما يفعله الموحد والمشرك { وزِينَتَها } كالرياسة ونفوذ الأمر ، وسعة الرزق ، وكثرة الأولاد . { نُوفِّ } وقرأ الحسن بإثبات الياء والتخفيف ، فإن الشرط ماض ، فأهملت الأداة عن العمل فى الجواب لما أهملت عن العمل فى لفظ الشرط ، أو التقدير فقد نوفى ، أو فنحن نوفى ، وسهل حذف الفاء حذف ما اتصل بها ، وقرأ يوفى بالياء المثناة التحتية أولا ، أى يوف الله ، وقرأ توف بالمثناة الفوقية والبناء للمفعول ، ورفع أعمال { إلَيهم أعمالَهم } أى نوصل إليهم جزاء أعمالهم { فِيهَا } فى الدنيا كالصحة والرياسة ، ونفوذ الأمر ، وسعة الرزق ، وكثرة الأولاد ، والثناء عليهم ، واشتهارهم . { وهُم فِيها لا يُبخسُون } لا ينقص الله شيئا من أجور أعمالهم فى الدنيا ، حتى أنهم ليوفون يوم القيامة ومالهم حسنة ، فيأتى المشرك وقد أكل فى الدنيا ماله من طيب ، على صلته للرحم ، وفكه الأسير ، وصدقته ونحو ذلك ، ويأتى المنافق وقد جاهد قصدا للغنيمة فغنم فيما له إلا سهمه فى الغنيمة ، ويأتى بعمل عمله رياء ، فيقال له عملت ليقال فقد قيل ، ويقال ارجع إلى من عملت له يجازك ، وقد قال الله " أنا أغنى الشركاء عن الشركة ، فمن اشرك أحدا فى عملى تركته لمن أشركه معى " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تعلم علما لغير الله ، أو أراد به غيره فليتبوأ مقعده من النار ، وإن فى جهنم جُبّ الحزن ، وهو واد تعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرة يدخله القراء المراءون ، وإن أخوف ما أخاف على أمتى الشرك الأصغر وهو الرياء ، وإن أول خلق تسعَّر بهم النار جامع القرآن ، والقتيل فى الجهاد ، وجامع المال وذلك فى غير الله " . وعن قتادة ، عن أنس أن الآية فى اليهود والنصارى ، وكذا قال الحسن ، وقال الضحاك فى المشركين عموما ، وقيل فى المنافقين الذين جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل الغنيمة ، وقال مجاهد فى أهل الرياء ، يقال للقارئ أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذلك ، ولمن وصل الرحم وتصدق وفعلت حتى يقال فقيل ، ولمن قاتل وقتل قاتلت حتى يقال فلان جرئ فقد قيل . والتعميم عندى أولى ، لأن الأعمال بالنيات ، ولا يعطى الإنسان إلا على وجه قصده ، وهب أن الآية نزلت فى خاص لكن لفظها عام ، والعبرة بعموم اللفظ لا مخصوص السبب ، وقد تقدم أن هذه الآية مقيدة بآية الإسراء { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد } فليس كل من أراد العاجلة أعطى ، وأما المؤمن فيثاب على عمله فى الدنيا والآخرة ، أو يدخر له ثوابه كله إلى الآخرة .