Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 16-16)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أولئِكَ الَّذينَ لَيسَ لهم فى الآخِرةِ إلاَّ النَّار } لأن ما عملوا من حسنات أكلوا ثوابه فى الدنيا ، لأنه لا ثواب مع الإصرار على الشرك أو لنفاق إلا ثواب الدنيا ، فبقيت عليهم أوزارهم استوجبوا بها النار . { وحَبِطَ } بطل { ما صَنعُوا } من أعمال الخير ، ويجوز كون ما مصدرية { فيها } فى الدنيا تعلق بصنعوا ، أو بحبط أى بطل فى الدنيا ، ولم يبق إلى الآخرة ، أو الضمير للآخرة ، فيتعلق بحبط ، أى ظهر حبوطه فى الآخرة ، ومعنى الحبوط فساد الأعمال ، وسقوط ثوابها ، كأنه قيل لم يبق لهم ثواب فى الآخرة ، أو لم يكن لهم ثواب ، لأنهم لم يريدوا به وجه الله ، فمن عمل عملا وقصد به الله ، وعمل ما يبطله أعطى ثوابه فى الدنيا ، وأن عمله لغير الله كرياء وسمعة ، فلا ثواب له أصلا ، والجملة معللة لما قبلها من حيث المعنى . { وباطِلٌ } خبر مبتدأ { ما كانُوا يعْملُون } على أن ما اسم أو مصدرية ، أى هو باطل فى نفسه أيضا إذا لم يخلصوه لله ، ويجوز عطف باطل على الذين ، أو على حبط ، فيكون ما بعده فاعلا ، ويناسبه قراءة بعضهم وبطل بصيغة الفعل الماضى ، وقرئ وباطلا بالنصب على أنه مفعول ليعملون ، وما حرف مؤكد أو نكرة تامة نعت لباطل تزيده إبهاما ، أى وباطلا ، أى باطل كانوا يعملون ، أو على أنه مصدر بوزن اسم الفاعل مفعول مطلق لمحذوف ، أى وبطل بطلانا ما كانوا يعملون ، فما أو المصدر من يعمل فاعل الباطل المحذوف ، وعلى كل حال فهذه الجملة معللة لقوله حبط ما صنعوا فيها من حيث المعنى .